وجاءت أيام العيد! من الناس من مكنته ظروفه المادية من التجهز للعيد والإتيان بمستلزماته (كل على قدر استطاعته) مما لذ وطاب من أصناف الحلوى وجديد الملابس وجميلها، ففرح واستبشر، ومنهم من سعى وجاهد ولم يستطع، فأصابه ما أصابه من الحزن والكمد.
وبعيداً هذه المرة عن واجبات الحكومة في توفير متطلبات المواطنين واحتياجاتهم من السلع الأساسية والضرورية وتخفيض أسعارها المحلقة والضرب على أيدي المحتكرين والفاسدين والمتاجرين بقوتهم، التي دأبنا على تناولها في مقالاتنا سابقاً، فقد جاءت أيام العيد.
ومع مجيئها فهناك حقيقة أخرى يفترض ألا تغيب عنا في هذه المناسبة السعيدة، وهي أن العيد الذي يرتبط أصلاً بشعيرة إيمانية روحية ( حج البيت) قوامها التضحية والفداء والصبر وبناء الوعي بقيم العطاء والمشاركة الوجدانية والعمل الخيري، وبالتالي الوعي بقيمة الإنسان ذاته ودوره في الانتقال بالمجتمع إلى حياة أفضل. ينبغي ألا يتوقف الشعور ببهجته على ما تقوم به الحكومة من إجراءات فقط، إنما على مقدار الخير الذين نحمله في دواخلنا وقدرتنا على البذل والعطاء والشعور بالآخرين من الضعفاء والمحتاجين ومد يد العون والمساعدة لهم ليعم الخير والحب بين الجميع.
ونحن في صبيحة أول أيام الأضحى المبارك، أعاده الله على أمتنا وعلى أبناء شعبنا بالخير واليمن والبركات، مازال بمقدورنا الالتفات إلى من حولنا من بسطاء وفقراء ومحتاجين، ومد يد العون لهم ورسم البسمة على وجوههم ووجوه أطفالهم… ربما بشيٍء من الحلوى، أو دمية صغيرة أو قطعة من ملابس هجرناها في دواليبنا المغلقة هم أحوج ما يكونون إليها … هؤلاء الصغار الذين يجيدون إدراك معنى السعادة والفرح من أبسط الأشياء وأيسرها… وكل عام والجميع بخير.
حديث الناس -هنادة سمير