الثورة أون لاين -بقلم أمين التحرير- ناصر منذر:
“..أكرر مرة أخرى دعوتي لكل من غرر به، لكل من راهن على سقوط الوطن، لكل من راهن على انهيار الدولة أن يعود إلى حضن الوطن لأن الرهانات سقطت وبقي الوطن”، هذه الدعوة الصريحة والواضحة التي كررها السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم، كان قد أعاد التأكيد عليها في مناسبات عديدة خلال الفترات الماضية من عمر الحرب الإرهابية المتواصلة، وهذا يعكس قبل كل شيء مبدأ التسامح الذي تنتهجه القيادة السياسية، بما يخدم سياسة الحوار والمصالحة الوطنية، والتي كانت على رأس اهتمامات الرئيس الأسد منذ بداية الحرب الإرهابية.
حقن دماء السوريين، وضمان استمرار أمنهم وسلامهم، والحفاظ على الوطن، وصون سيادته واستقلاله، هي ثوابت ومسلمات ترتكز عليها القيادة السياسية لتعزيز الوحدة الوطنية، وتوحيد الجهود لمواجهة أعداء الوطن من الخارج، فمنذ بداية الحرب الإرهابية، حددت الدولة السورية خيارات المواجهة، انطلاقاً من نظرتها الثاقبة لأبعاد وأهداف المخطط الإرهابي المعد مسبقاً في مطابخ الاستخبارات الأميركية والصهيونية لاستهدافها، فخاضت المعركة على مسارين متوازيين: “ضرب الإرهاب بقوة، والقيام بمصالحات محلية لمن أراد العودة عن الطريق الخاطئ”، فتمكنت من دحر الإرهاب عن معظم الجغرافية السورية، وأثبتت صوابية رؤيتها بأن الحل الأنجع هو سوري عبر تعزيز الحوار الوطني، ولا مكان لأي عميل خائن ارتضى التبعية والارتهان للأجنبي الغازي والمحتل.
يحسب للرئيس الأسد أنه قاد بنفسه منذ بداية الأزمة – التي سرعان ما تحولت إلى أعمال فوضى وعنف مسلح – دفة الحوار المباشر مع شرائح واسعة ومختلفة من عموم الشعب السوري، واستقبل تلك الشرائح بصدر رحب، منفتح على الحوار، استمع إلى كل مشكلاتهم و هواجسهم وآرائهم، لإيمانه العميق بأن هذا الحوار من شأنه أن يقطع الطريق أمام كل المتربصين بالوطن شراً، لاسيما وأن المتآمرين وأبواقهم الإعلامية المأجورة، لم ينفكوا لحظة واحدة عن بث سموم الفتنة والتحريض، وفبركة الروايات لتشويه صورة الأحداث، بقصد جر البلاد إلى حيث تريد الدول المعادية لأن تكون، ورغم خروج المغررين بهم عن سكة الحوار، وتماديهم فيما بعد بأعمال التخريب والتدمير لمنشآت ومؤسسات الدولة، لم تغلق القيادة أبواب الحوار تحت سقف الوطن، ودعت الجميع وفي كافة المحافظات للمشاركة بهذا الحوار الوطني الجامع، لحرصها على تجنيب الوطن مخاطر الانزلاق نحو ما أراده الأعداء، وفق خطط أعدت مسبقاً لتدمير سورية، والنيل من استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها.
طوال السنوات العشر الماضية، أسقط السوريون كل رهانات الدول المعادية، وأفشلوا مخططاتها، وسجلوا انتصارات كثيرة في الميدان والسياسة، ودفعوا أثماناً باهظة لحماية سيادتهم واستقلالهم، وعندما يجدد الرئيس الأسد التأكيد على نهج الحوار والمصالحة، إنما يبدي حرص الدولة على عدم تفويت أي فرصة من شأنها حقن المزيد من الدماء، لأن الحل لن يكون في النهاية سوى بيد السوريين أنفسهم، من دون أي وصاية وتدخلات خارجية، وإذا كان المسؤولون الأميركيون باتوا يقرون بأنفسهم بفشل مخططاتهم التدميرية في سورية، فعلى ماذا يراهن من استمرأ العمالة والخيانة إذا ، والوطن قد انتصر؟.