لاتزال عبارة” هنا دمشق” تصدح في الأرجاء وتنبض بالحياة والتجدد رغم مرور 61 عاماً على وضع أول لبنة من عمر الشاشة الوطنية في 23 تموز والتي لطالما كانت القوة الناعمة التي تتسلل إلى النفوس والعقول بما تبثه من برامج تتوجه إلى شرائح المجتمع كافة، بحركة دؤوبة باتجاه التطوير والفكر والثقافة وتكريس قيم الخير والجمال ومبادئ الانتماء والذود عن الوطن.
ومن ذاكرتنا القريبة في الحرب التي شنت على سورية، نستذكر الدور الكبير الذي قام به الإعلاميون في الوقوف إلى جانب الجيش العربي السوري ونقل الحقيقة ودحض ادعاءات الإرهابيين ومتابعة انتصارات جنودنا في الميدان، واستطاع التلفزيون أن يكون بطلاً حقيقياً في سنوات الحرب، وقدم العديد من فرسانه أرواحهم قرباناً لإظهار وحشية المتآمرين على سورية غير مساومين على مبادئهم وثوابتهم الوطنية.
واليوم ونحن نضع لبنات جديدة لمرحلة قادمة رسم السيد الرئيس بشار الأسد نهجهاً بخطوات واثقة، يكون الرهان الأول على الوعي الشعبي الذي كرّسه سيادته في كلمته بعد أداء القسم بالقول:” الوعي الشعبي هو حصنكم وحصننا، وهو المعيار الذي نقيس به مدى قدرتنا على تحدي الصعاب ..” ولا يخفى على أحد دور الإعلام على تنوعه في رفع الوعي القيمي للمجتمع وتحصينه وإعادة بناء لحمته التي حاول الأعداء اختراقها وبث النزاعات بين أفراده في محاولات يائسة للنيل من إرادة الشعب السوري وإضعاف ثقته بقدراته، ولكن الإعلام كان للمعتدين بالمرصاد من خلال فضح جرائمهم وبطلان انتصاراتهم الزائفة.
ولاشك يدرك الجميع أن العالم جميعه يقوده الإعلام، ما يؤكد أهمية أن نسير على نهج الوطن، في اختيار البرامج والعناوين التي تتناول نبض الناس وهمومهم وتقف عند تطلعاتهم وتكون العين اليقظة في متابعة شؤونهم، آمالهم وأحلامهم وطموحاتهم نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وتقدماً.
وللإعلام الورقي بريقه أيضاً، ولا يمكن تجاهل دوره في توثيق المحطات الهامة من حياة شعبنا والتي تشكّل في مضمونها وثيقة للأجيال وصوت الحقيقة الناصع الذي يصدح من قلب العروبة النابض ومجدها الساكن فينا أبداً.
رؤية- فاتن أحمد دعبول