600 طالب فقط استفاد من الاعتراضات التي قدمت بخصوص نتائج الشهادة الثانوية العامة والتي تجاوز عددها أكثر من 52000 ، هذا الرقم لا يشكل نسبة تلفت الانتباه قياساً إلى العدد الإجمالي، وكذلك ليس بالرقم الذي يقدم مصداقية للطلاب وذويهم، حيث الشكوك لا تزال تراودهم في طريقة جمع العلامات وآليتها، ويؤكدون أنها لم ترق إلى المستوى المطلوب.
وبالرغم من تدني مستوى أعداد الطلاب الذين استفادوا من الاعتراضات سواء على مستوى المحافظات أم في المجموع العام للأعداد الإجمالية، فإنه يترك الكثير من الأسئلة ويثير العديد من إشارات الاستفهام ولاسيما أن هناك طلاباً كثر لم تقدم اعتراضاتها لقناعتها بعدم مصداقية الإجراءات المتبعة في ذلك، وهذه الحالة تضاف إلى حالة الطلاب الأولى الذين تقدموا باعتراضاتهم لعل وعسى.
وبالعودة إلى الرقم فإنه يثبت بما لا يدع مجالاً للشك وباعتراف واضح وصريح بوجود خلل ومشكلة في آلية صدور نتائج الامتحانات سواء أكانت بالنسبة للشهادة الثانوية العامة أم شهادة التعليم الأساسي، وهذه الحالة يجب ألا تمر مرور الكرام أو تقدم لها المبرارات، واعتبارها أمراً عادياً يمكن أن يحدث، أبداً، إذ لا بد من أن تكون النتائج سليمة وصحيحة 100% ، فهذا الأمر لا يقبل التأويل والتفسير والاجتهاد ولا سيما أن الموضوع يتعلق أولاً بمصير دراسي يحدد مستقبل شريحة مهمة جداً وبالتالي يكون الأثر كبير وكبير جداً، وثانياً في مصداقية العملية التعليمية وخاصة أننا في هذه الأيام نعيش عصر التكنولوجيا والتطور.
فعندما لم تكن هذه الآليات والإجراءات الحديثة متبعة أيام زمان لم نكن نسمع بمثل هذه الإشكالات التي تحدد مستقبل ومصير فئة حيوية جداً في مجتمعنا، وهذا يؤكد وجود خلل كبير في الأداء ولا مبالاة وبالتالي إعادة نظر فورية بكل ما يتعلق بعمل إصدار النتائج فنياً وعلمياً وتقنياً من بدايتها لنصل إلى نتائج صحيحة 100% وبغير ذلك لا يمكن أن نعيد الثقة أو المصداقية التي كانت تتميز بها إلى درجة كبيرة جداً توصف ( بالمطلقة).
كثيرون ممن قدموا اعتراضهم غير راضيين وغير مقتنعين بما حصل وسواء اتفقنا معهم أم اختلفنا فإن الوصول إلى مثل هذه الحالات والقناعة فيما يخص المرحلة التعليمية والدراسية أمراً في غاية الخطورة ويلفت كثيراً الانتباه وبالتالي السؤال الذي يطرح نفسه بعد ذلك:
ما الذي يقنع الطالب خاصة ذاالمستوى الجيد وما فوق بأن العلامة الذي حصل عليها صحيحة فعلياً. وبالأخص ذلك الذي يمتلك القناعة بأنه يستحق أكثر من ذلك حتى ولو كانت نسبتهم قليلة وهي موجودة حقيقة بفعل نتائج بعض الاعتراضات وبالتالي نحن أمام مشكلة مزدوجة.
حديث الناس- هزاع عساف