تقييم التجربة

خرجت الجهات المعنية منذ قرابة العامين بعد أخذ و رد ومشاورات بحل لأزمة مازوت التدفئة المتفاقمة منذ أعوام عبر البطاقة الذكية، ليس لمازوت التدفئة فقط بل لكل ما يعانيه هذا المواطن من أزمات حياتية، وفعلاً سحب هذا الحل على الغاز والبنزين والمواد التموينية والخبز وكانت الآمال معقودة عليها لإيصال الدعم لمستحقيه بشكل فعلي، لكن سرعان ما اتّضح أنَّ المشكلة ليست بالبطاقة، بل بشح الموارد التي تغطيها هذه البطاقة .

ولنبدأ مثلاً بجرّة الغاز التي كانت تحصل عليها العائلة الواحدة كل عشرين يوماً، لنصل إلى جرة واحدة كل ثلاثة أشهر أحياناً، مما أدى إلى ارتفاع سعرها في السوق السوداء والسؤال الذي يطرحه المواطن أيضاً، كيف تمت المساواة بين عائلة مكوّنة من شخصين أو ثلاثة مع عائلة من ثمانية أشخاص أو أكثر يحصلون على جرّة غاز بنفس المدة الزمنية .

أما مخصصات المازوت لأهل المدينة فقد تم مساواتها مع مخصصات أهل الريف ، وهذا بعيد عن العدالة لان الريف أبرد شتاء, وبعد تطبيق الحل الذكي هذا أصبح الناس ينتظرون رسالة المازوت أو الاتصال بهم، ولكن للأسف بعد طول انتظار لم يستلم معظمهم إلّا نصف الكمية المخصصة سواء كان ذلك في الريف البارد أو المدينة.

علماً أن المخصصات من مازوت التدفئة جرى تخفيضها، فقد كانت أربعمئة ليتر لكل أسرة، ثم أصبحت مئة ليتر، مع أن هذه الكمية والتي قبلها لا تكفي على طول فصل الشتاء مع أسعارها المرتفعة على البطاقة الذكية بالنسبة للأسر الفقيرة .

أمّا البنزين فحدث ولا حرج بالنسبة لعدد الآليات والطرق التي اتبعت لتوزيعه عبر البطاقة حتى استقر الأمر أخيراً على توزيعه كما يتم توزيع الغاز أي على صاحب السيارة العامة والخاصة انتظار رسالة حتى يستطيع الحصول على مخصصاته غير الكافية طبعاً مشفوعة بالكثير من التساؤلات أيضاً منها على السبيل المثال ,كيفية مساواة السيارات ذات المحرك الكبير بمخصصات البنزين مع السيارات ذات المحرك الصغير .

والموضوع الحدث الذي تفاعل ومازال يتفاعل على كل المستويات الشعبية والرسمية هو مادة الخبز وتوزيعها وكيفية حساب مخصصات كل فرد .

يجب إعادة تقييم تجربة البطاقة وإعادة النظر بآليات توزيع المواد المدعومة وعلى رأسها مادة الخبر لأن المشكلة كما أسلفنا هي مشكلة النقص في الموارد التي لن تحلها البطاقة الذكية ولا الحلول الأخرى، لأن الحل في مكان آخر معروف لدى الجهات المعنية ، ولكن دائماً ننكر الأزمة الصغيرة حتى تصبح أزمات، ودائماً نبحث عن حلول بعيدة كل البعد عن صلب الأزمة أو المشكلة .

عين المجتمع – ياسر حمزه 

 

 

آخر الأخبار
مبعوث ترامب: واشنطن تخشى اغتيال "الشرع" وتدعو لتأمينه وتوسيع الدعم لحكومته " الثورة " تفتح ملف تفاصيل وخفايا الجدال حول  استثمارات "تعبئة المياه'' الليكو لـ"الثورة": شروط صارم... رفع جودة الخدمات في اللاذقية قبل الموسم السياحي الشيباني يلتقي نظيره الفرنسي في نيس الفرنسية يربط الموانئ البرية والبحرية.. البراد: رفع الطاقة الاستيعابية لـ"معبر نصيب" الصناعيون يطرحون حلولاً إسعافية.. معامل السيراميك بين أزمة الطاقة والتهريب تكاليف الزواج تغتال فرح العرسان  هل يبنى الزواج على الحب..أم على الملاءة المالية ..؟! دراسات لمشاريع تنموية في درعا ضربات جوية تستهدف مناطق بريف إدلب تخلّف قتلى وجرحى كتّاب اللاذقية يطالبون بمشاركة أوسع وتحسين واقعهم المادي السورية للاتصالات: انقطاع الانترنت سببه عطل فني مؤقت تأمين مستلزمات العملية الامتحانية بالتعاون مع "اليونيسيف" الشرطة السياحية.. تعزيز للثقة بين السياح والمجتمع المحلي إزالة ألغام ومخلفات حربية في درعا  اقتصاد العيد.. يرفع حركة الأسواق 20 بالمئة السلم الأهلي.. ترسيخ القيم الاجتماعية والمبادئ السماوية د. عليوي لـ"الثورة": محاربة الجريمة بكل أشكا... ملك الأردن والرئيس اللبناني: أهمية الحفاظ على أمن واستقرار سوريا السّلم الأهلي.. يرسم ملامح سوريا ويخطّ مسارها الوطني تأمين نقل للمراقبين والإداريين المكلفين بالامتحانات في جرمانا "يديعوت أحرونوت":  استغلال ولاية ترامب للتوصل لاتفاقيات مع الدول العربية