التحول إلى الاعتماد على الطاقات البديلة والمتجددة أصبح اليوم في سورية ضرورة وحاجة ملحة خاصة مع الصعوبات التي فرضتها ظروف الحصار والمقاطعة والتي أثرت بشكل قاس على التوريدات من حوامل الطاقة ناهيك بخروج عدد لا بأس فيه من الحقول النفطية السورية عن الخدمة والتي كانت تؤمن حوالي ٦٠% من الحاجة المحلية…
التحول المنشود جاء متأخراً للغاية وهي مسؤولية تتحملها الحكومات السابقة منذ ماقبل الحرب على سورية والتي كان بإمكانها ان تقطع أشواطاً كبيرة في هذا المجال حيث كان الظرف أفضل والخيارات متاحة أما اليوم فالتحديات كبيرة وفرص النجاح ربما قليلة ولكن الفشل في إنجاز هذا التحول لم يعد متاحاً وأصبحنا لا نمتلك رفاهية الاختيار..
الحكومة تحركت سريعاً للبدء في هذا التحول خاصةً بعد تطرق الرئيس الأسد لضرورة هذا الأمر حيث شهدنا زيارتين لرئيس مجلس الوزراء إلى كل من المدينتين الصناعيتين في عدرا وحسياء حيث أكد أنه لدينا نقص في الطاقة الكهربائية، فكيف نحل هذا الموضوع… ليس لدينا إلا الطاقات البديلة فهي الأسرع، ونحن اليوم بدأنا في المدينة الصناعية بعدرا بمشروع 110 ميغا على مراحل، ونحن مصرون على أن تكون في المدينة الصناعية شركات مساهمة مفتوحة لكل صناعي يرغب في أن يكون له أسهم في هذا المشروع، فالأمر متاح تماماً وهذا هو الهدف، وأصحاب الحاجة أكثر مقدرة وأكثر معرفة باحتياجاتهم والقادرون أن يساهموا في تأمينها.
ماتطرق له المهندس عرنوس كان منطقياً وشفافاً ولامس الحقيقة وهذا الاهتمام والتحرك يعول عليهما للنجاح شريطة توافر الإرادة واقترانها بالعمل والإنجاز على أرض الواقع ضمن تسهيلات حقيقية مشجعة للمستثمرين لخوض غمار هذه التجربة المحفوفة بالمخاطر…
على الملأ – باسل معلا