عناوين التصعيد في أجندة النظام التركي متخمة بالإرهاب والعدوان، وجريمة قطع المياه عن أهلنا في الحسكة باتت على رأس الممارسات اللا أخلاقية التي ينتهجها هذا النظام المارق بشكل شبه يومي، خاصة بعد أن وجد اللص أردوغان نفسه محاصراً في الميدان والسياسة بفعل الانتصارات المنجزة التي تحققها الدولة السورية، مقابل عجز منظومة العدوان عن ليِّ ذراع السوريين عبر الإرهاب وسياسة الضغط والابتزاز.
استخدام المياه كسلاح حرب ضد المدنيين السوريين، يعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف المتعلقة بوضع المدنيين زمن الحرب، ومن المؤكد أن استمرار نظام أردوغان بارتكاب هذه الجريمة لعشرات المرات هو بضوء أميركي، وربما بتعليمات مباشرة من إدارة بايدن، بدليل أن المنظمات الدولية المرتهنة للقرار الأميركي تغض الطرف عن هذه الجريمة، وكذلك الدول الأوروبية المدعية الحرص على القانون الإنساني الدولي وعلى حياة المواطنين المدنيين، غير مكترثة لتبعات هذه الجريمة التي تطول أكثر من مليون سوري، وهذا يفسر الصمت الدولي المريب إزاء هذه الجريمة النكراء، وهو ما يشجع أيضا النظام التركي على التمادي بارتكابها.
الدولة السورية تفعل كل ما بوسعها لتأمين مياه الشرب لمحافظة الحسكة، ولكن وجود الاحتلالين التركي والأميركي للمناطق الشمالية والشرقية يحد من قدرتها على تلبية كافة احتياجات الأهالي، وهذا يشير إلى أن جريمة قطع المياه تندرج أيضا في سياق تشديد الحصار الغربي المفروض على الشعب السوري، وفرض المزيد من الإجراءات القسرية التي تؤثر بمجملها على الوضع الإنساني، لمحاولة إفشال كل الإجراءات التي تتخذها الحكومة السورية في إطار سعيها المحموم للتقليل من آثار هذا الحصار وتبعاته على مواطنيها، وهذا يعني أن الاستمرار بارتكاب جريمة قطع المياه هي حرب مكملة للحرب الإرهابية التي فشل رعاتها في تحقيق أجنداتهم السياسية، فالنظام التركي هو في النهاية أداة رخيصة ينفذ ما يملى عليه في إطار المشروع الصهيو أميركي، المعد لسورية.
واضح أن إدارة الإرهاب الأميركي تستثمر أداتها التركية إلى أقصى حدود، وما يعانيه أهلنا في الحسكة، وعموم منطقة الجزيرة هو تجسيد فعلي لأهداف الاحتلالين التركي والأميركي من استهداف سورية وشعبها، فهما حتى الآن لم يتركا أي وسيلة قذرة إلا واستخدماها في سياق الحرب الإرهابية المتواصلة، ولكن مواصلتهما سياسة العدوان والاحتلال، وانتهاجهما أسلوب الضغط والابتزاز القائم على الإرهاب الاقتصادي بأوجهه المتعددة ثبت فشلها، ولم تثنِ السوريين عن مواصلة تصديهم لهذين الاحتلالين ومرتزقتهما الإرهابيين حتى دحرهم بالكامل، فهم شعب مقاوم، وثقافة المقاومة متجذرة لديهم عبر التاريخ.
كلمة الموقع – ناصر منذر