في ختام كلمته إلى القوات المسلّحة بمناسبة عيد الجيش، توجه السيد الرئيس بشار الأسد بدعوة إلى المضي قدماً من أجل بناء سورية المستقبل، وقال:” فلنمض معاً بالعزيمة ذاتها في تصدينا لهذه الحرب العدوانية والحصار والإرهاب، ولنواجه التحديات بروح مفعمة بالعزة والكبرياء، ولتكن سوريتنا دائما ملء العين والفؤاد .. نصونها من غدر الحاقدين ونعلي رايتها خفاقة في سماء المجد والفخار ..”.
هي دعوة مفتوحة وعلى الصعد كافة لإعادة البناء والإعمار بروح مقدامة وثابة نحو التطور والتحديث والنهوض بالبلاد ثقافة وفناً وعلماً وتطوراً وفي ألوان المعرفة والفنون كافة، فالأوطان تكبر وتعلو بجناحيها العلمي والثقافي من جهة، والذود عنها في الجانب الآخر.
ولا يخفى على أحد هذا الحراك الثقافي الذي يمتد على مساحة جغرافية سورية جميعها، فهي حقاً ملء العين والفؤاد بمهرجاناتها وفعالياتها الثقافية وندواتها والمسابقات التي تحمل أسماء رموز كبيرة تفخر سورية بما قدموه عبر مسيرتهم من إرث أدبي وفني لتحقق هذا الامتداد والتواصل بين الأجيال المتعاقبة.
ولطالما كانت الكلمة صنو السلاح في الدفاع عن الوطن، فقد استطاع الأدباء والفنانون أن يكونوا جنوداً ميامين يوثقون بطولات الجيش العربي السوري، ويرسمون مستقبل سورية المشرق استناداً إلى ما قدّمه جنودنا البواسل في ميادين القتال والتضحية والشهادة، وكانوا شركاء في التضحية والشهادة والذود عن الوطن.
ومن يتابع هذه القيامة الثقافية الفاعلة، يدرك أن الشعوب تنهض من أزماتها أشد قوة وصلابة، وأكثر إصراراً على تحدي معوقات الحياة رغم قسوتها، وتخرج من عنق الزجاجة لتبدأ في كلّ مرة من جديد وقد صقلت خبراتها، لتسجّل في كلّ مرة رقماً قياسياً جديداً في ميادين الحياة، ولتكتب في سفر الحياة محطات ناصعة لانتصاراتها على تحديات الزمن وأعداء الوطن المرتزقة، وسورية لطالما شكّلت أنموذجاً يحتذى.
ولاتزال سورية شامخة شموخ جبل قاسيون، وستبقى عنواناً للصمود والتضحية، يشعل أبناؤها في كلّ يوم شمعة جديدة تضيء العالم نصراً وحضارة ومجداً ناصعاً لا يخبو بريقه.
مباركة أعيادكم .. حماة الديار.. ودمتم ملء العين والفؤاد.
رؤية – فاتن أحمد دعبول