الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
أي شخص يعتقد أن رحيل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سيشكل عودة إلى دبلوماسية أكثر فاعلية كان مخطئًا بشكل كبير، فإدارة بايدن الحالية ليس لديها أي نية في تكرار النهج الذي اتبعه الرئيس السابق باراك أوباما تجاه كوبا، بعد إطلاق سراح خمسة كوبيين. على العكس تماماً، لم يقم الرئيس الأميركي جو بايدن بإلغاء سياسات ترامب فحسب، بل قام بتوسيعها لتشمل المزيد من الإجراءات العقابية.
لقد أصبح من الواضح أن الولايات المتحدة كانت تنتظر وقتها فقط لإعلان سياسات عدوانية علنية ضد كوبا، وقلل بايدن من أهمية كوبا واعتبرها عنصرًا غير مهم في أجندة السياسة الخارجية الأميركية.
هذا الموقف السلبي أكد ضمنيًا الموافقة على عقوبات ترامب وتصنيفاته ضد الجزيرة، بل تفاقمت العقوبات عقب الاحتجاجات في كوبا وازداد الوضع سوءاً بسبب الحصار الأميركي غير القانوني على الجزيرة.
في وقت سابق من هذا الأسبوع أفادت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين لم تذكر أسماءهم قائلين إن كوبا أصبحت الآن “أولوية قصوى” للحكومة الأميركية، حتى كما هو الحال في ميامي، حيث دعا المنشقون الكوبيون إلى التدخل العسكري الأميركي، ودعا رئيس بلدية ميامي الجمهوري، فرانسيس سواريز، الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف دولي للتدخل ضد كوبا.
حتى الآن، أعلن بايدن عقوبات جديدة تستهدف قائد الجيش الكوبي ووزارة الداخلية الكوبية، هذه هي البداية فقط – فإن الولايات المتحدة سوف تواصل العقوبات وهي المسؤولة عن قمع الشعب الكوبي.
بينما يعاني الكوبيون من الندرة في المواد نتيجة الحصار غير القانوني الذي تفرضه الولايات المتحدة والذي يصوت المجتمع الدولي ضده بينما يفشل في الوقوف في وجه الولايات المتحدة، هناك حديث في ميامي عن “ثورة” مزعومة، واصفة الاحتجاجات بأنها “محفز من أجل التغيير “بينما لم يتم ذكر الحصار مرة واحدة عندما يتحدث المنشقون الكوبيون عن تنظيم المساعدات الإنسانية. مأزق كوبا وفقًا لوسائل إعلام أميركية هو مجرد نتيجة للأداء الحكومي، ومع ذلك فإن شكاوى الناس تشير إلى الصعوبات الاقتصادية التي تفاقمت بسبب الولايات المتحدة مع عرض وسائل الإعلام السائدة بشكل خاطئ لقطات لمظاهرات مؤيدة للاشتراكية وصفت بأنها احتجاجات مناهضة للحكومة ولتغيير النظام وهم من الموالين للولايات المتحدة بشكل واضح.
وصفت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين ساكي نهج بايدن تجاه كوبا بأنه “مخاطبة اللحظة”، ومع ذلك فإن تورط الولايات المتحدة في زعزعة استقرار كوبا على مر السنين يقوض البيان، منذ انتصار الثورة الكوبية أعطت الحكومة الأميركية الأولوية للأميركيين الكوبيين كحلفاء لهم في جدول أعمالها المناهض لكوبا، أعلن بايدن: “نحن نتأكد من أن الكوبيين الأميركيين هم شريك حيوي في جهودنا لتقديم الإغاثة للأشخاص الذين يعانون في الجزيرة”، ومع ذلك، فإن واجهة التضمين هذه تخفي فقط حقيقة أن المنشقين الكوبيين والحكومة الأميركية يستغلون النموذج الإنساني لتحقيق منفعة سياسية.
إن التضليل المعتمد هو ما تعتمد عليه حكومة الولايات المتحدة لتبرير إجراءاتها العقابية ضد كوبا، لا يوجد شيء جديد في نهج الولايات المتحدة تجاه كوبا، ولا يوجد تدقيق للحصار الأميركي غير القانوني الذي يؤدي إلى الحرمان الإنساني في كوبا.. تم التخلي عن كوبا ودورها العالمي في مناهضة الإمبريالية في خضم توجيه أصابع الاتهام الأميركي لكوبا، فمن الذي سيحاسب الولايات المتحدة؟.
بقلم: رامونا وادي