المحتلون الأميركيون والأتراك للأراضي السورية، ومرتزقتهم وإرهابيوهم وميليشياتهم الانفصالية يواصلون جرائمهم بحق السوريين في الجزيرة والشمال السوريين، في ظل تواطؤ مكشوف من قبل ما يسمى “المجتمع الدولي” ولاسيما من قبل منظومة العدوان على سورية، وفي ظل صمت مطبق وغير مسبوق من قبل المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، فلا نسمع صوتها إلا حين تريد منها أميركا إدانة هذه الدولة أو تلك، ونراها تصمت صمت أهل القبور حين يتعلق الأمر بحقوق السوريين وسيادتهم على أرضهم.
اليوم يستمر المحتلون والغزاة وأدواتهم العميلة بحرمان أكثر من مليون مواطن في محافظة الحسكة من المياه، من دون أن تتحرك منظمات حقوق الإنسان وتطالبهم بالتوقف عن هذه الجريمة التي ترقى إلى جريمة ضد الإنسانية، ويستمر الغزاة بسرقة الثروات والموارد السورية من دون أن يعقد مجلس الأمن جلسة واحدة يطالبهم فيها بعدم انتهاك القرارات الدولية، ويستمرون باحتلال المزيد من الأراضي وبناء القواعد العسكرية غير الشرعية فوقها من دون أن تستنفر الأمم المتحدة ومؤسساتها وأجهزتها لتقول لهم كفى.
هذه الجرائم المروعة بحق السوريين واحتلال أرضهم وانتهاك سيادتهم ألا تستدعي من مجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن الدولي وممن يسمون أنفسهم رعاة “حقوق الإنسان” من دول وحكومات غربية التحرك لوقفها، أم إن تلك الحقوق يتحركون من أجلها عندما يتعلق الأمر بمصالحهم الاستعمارية فقط، وعندها فقط يقوم إعلامهم بضخ الأكاذيب وممارسة التضليل والكذب والدجل الذي يعرف تفاصيله القاصي والداني.
إن الحقيقة الوحيدة التي يمكن لنا البوح بها، ومن دون أي تردد وبلا رتوش أو مساحيق تجميل، أن تلك المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان ما هي إلا أدوات طيعة بيد واشنطن وبقية منظومة العدوان على الشعب السوري، ولا تنفذ إلا أوامرها ومخططاتها، ولهذا السبب لا نسمع صوتها عندما يجوع السوريون وعندما تنتهك أميركا وتركيا والإرهابيون حقوقهم، ولا نسمع منها إلا التشدق بالدفاع عن حرية الإنسان وكرامته وحقوقه، ولا نرى منها إلا المتاجرة بمآسيه ومعاناته.
من نبض الحدث – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة