من يعثر على جو بايدن في الشرق الأوسط؟!… حتى اللحظة يبدو الرئيس الأميركي الجديد تائها في أجنداته السياسية والعسكرية أيضا.. تارة يتقفى آثار الخطوات الهوجاء لدونالد ترامب خاصة في سورية، وتارات أخرى يحاول القبض على وجهة وعود إنهاء (الحروب الأبدية) لأميركا فتبتلعه الرمال المتحركة الإسرائيلية لشن الفتن والتحرشات العسكرية بمحور المقاومة من لبنان إلى سورية.. خاصة كلما حاول الاقتراب من الاتفاق النووي مع إيران..
يقف بايدن بانتظار خطوات الآخرين ونفاذ صبر السوريين و الروس والإيرانيين ومحور المقاومة..وحتى حلفاء إسرائيليين له.. لاختبار سخونة المشهد ضمن الاستراتيجية الأميركية الموحدة لكل الرؤساء في البيت الأبيض.. ديمقراطيون أم جمهوريين..
لكن اللحظة الأميركية تشي باستراتيجية اللا استراتيجية حتى ينضج المشهد.. تستجره إسرائيل أكثر إلى الغرف المغلقة لخيارات الحرب تساندها بريطانيا في لحظة العثور على دور بالمبالغة المقصودة في الندب على سفينة (ميرسر ستريت) واتهام طهران بدمائها على طاولة المفاوضات الإيرانية التي لاتحظى بالهدوء بل صراخ إسرائيلي يشوش واشنطن ويزجرها..
قد يستدعي نفتالي بينت كل شياطيين تل أبيب قبل أن يوقع الاتفاق النووي.. يشعل الجبهات ويطفئ الأنوار على كل المفاوضات.. يتحرش بطهران ويستفز المقاومة اللبنانية أو حتى يتحدى موسكو في علاقاتها مع سورية.. ربما يضع الخنجر في ظهر إسرائيل..ويستدعي لندن وواشنطن للأخذ بثأر خلبي.. قد يفعل أي شيء إلا الحرب والانتحار بها…
لانسمع الصوت الصريح أو حتى أي تصريح لجو بايدن.. نلحظ واشنطن متسترة بالخطابات الجماعية لمجموعة السبع أو غيرها.. لايتحدث جو بايدن بلسانه إنه يتلمس بيده الأوضاع التي قد تحرق أصابعه السياسية…
ثمة من خرج يتحدث بالنيابة عنه من مستويات رفيعة كما تصفها واشنطن..(الوضع في سورية مختلف عن العراق وأفغانستان وانسحاب واشنطن ليس قريباً في سورية) ثمة من وجد أن هذا التصريح غبي بالمطلق فخروج أميركا من العراق سيعزلها في سورية.. التصريح أكثر من غبي..
هذا المستوى من التصريحات الأميركية يفصّل المنطقة على قياس الرؤية الأميركية فقط وليس على حسابات امتداد محور المقاومة والذي يجد في خروج كل جندي أميركي استقرار في المنطقة وهزيمة أميركية تسجل لصالحه..
الأكثر من ذلك تتغافل واشنطن عن تأثير وقوة المقاومة الشعبية التي تتعاظم في الشرق السوري مقابل تعويل أميركا على مجموعات انفصالية كقسد ليس لها وزن حقيقي أو شعبي ولا حتى حسابات سياسية على مر التاريخ..
يقف بايدن صامتاً في سابقة أميركية ويختبئ وراء التخمينات الإعلامية والسياسية بينما تستعرض إسرائيل عضلات الحرب ولاتقوى على حمل أثقالها.. لا في سورية والحجة ملاحقة إيران ولا في لبنان وهي تشعل الجبهات من جديد.. فلا (لحد) هناك (حارس لأسوار الاحتلال )..ولا في سورية استطاعت يوماً أن تصيب أهدافها في إفشال الدولة أو تغيير البوصلة إلى فلسطين.. واليوم يزداد طين تل أبيب أنها قد تواجه روسيا أيضاً.. خاصة أن موسكو تدعم محور المقاومة.. لذلك وأكثر يبقى طبل الحرب الإسرائيلي ممزقاً.. حتى بايدن لايريد سماعه!!.
من نبض الحدث- عزة شتيوي