الروتين العلاجي في مشفى البيروني.. وانقطاع التركيبة المخصصة.. والعطل الرسمية وغياب الدواء… مشكلات تواجه المرضى وتهدد الحالة الصحية
الثورة أون لاين – تحقيق- ميساء الجردي:
تجاوز مشفى البيروني الجامعي المتخصص بمعالجة الأورام المرحلة الصعبة من سنوات الحرب على سورية، واستعاد قدرته على تقديم المزيد من الخدمات العلاجية المجانية منذ عام 2018 في مقره الأصلي في منطقة حرستا، وهو المشفى الذي يقصده المرضى من كافة المحافظات السورية، ولكن ورغم ما يقدمه المشفى من علاج كيميائي وجراحي، وتشخيص شعاعي ومخبري وتشريح مرضي، إلا أن هناك بعض الملاحظات والشكاوى التي تحدث عنها بعض المرضى خلال مسيرتهم العلاجية، وأغلبها يتعلق بالروتين العلاجي الذي يسير عليه الأطباء، وغياب الدواء لأسابيع متعددة أو تبديله الأمر الذي يتسبب في تراجع حالة المرضى.
* جانب من معاناتهم..
فقد تحدث ذوي أحد المرضى السابقين في المشفى م.ج عن تدهور حالته الصحية بشكل كبير.. إلى أن فارق الحياة على الرغم من أنه دخل المشفى لدى اكتشاف المرض في وقت مبكر، وكان قد تقدم بالعلاج وقارب على الشفاء إلى أن بدأت الخطة العلاجية بالتقطع بسبب العطل الرسمية المتتالية، والتي لم تكن تقدم الجرعة خلالها.
الروتين ذاته تحدث عنه المريض و.ع وقد انقطع عن أخذ الجرعة لمدة أربعة أسابيع والتي يفترض أن يأخذها يوم الأحد من كل أسبوع، ولكن بسبب عدم وجود هذه التركيبة من الجرعات في المشفى، توقفت الخطة العلاجية، وكان قبلها قد توقف عن أخذ الجرعة لأن موعده كان يصادف مع أحد أيام العطل الرسمية.
بالسياق نفسه هناك من أشار إلى أمور أخرى تتعلق بالمضاعفات التي تصيبهم أثناء فترة العلاج بالمشفى إذ يتوجب عليهم أن يتوجهوا إلى أطباء مختصين من خارج المشفى لإنقاذ الموقف مهما كان نوع الإصابة فلا يوجد في المشفى متابعة لحالة المريض من قبل فريق طبي جماعي، هذا ما تحدث عنه بعض المرضى الذين أصيبوا بمشكلات هضمية وأخرى عظمية فكان الأطباء يطلبون منهم متابعة حالتهم خارج المشفى، معتبرين ذلك ليس له علاقة بالعلاج من السرطان وهو من اختصاصات أخرى، إضافة إلى شرائهم الكثير من المستلزمات والأدوية التي يحتاجها المريض وغير متوفرة داخل المشفى.
* لا جرعات أيام العطل..
على الرغم من تأكيد الأطباء المعالجين لأمراض السرطان على ضرورة عدم انقطاع المريض عن الخطط العلاجية، وضرورة المثابرة عليها حتى لا يحدث له أي مضاعفات؟ نجد أن المرضى في مشفى البيروني أمام مشكلة معاكسة لهذا التوجه، إذا إن الجرعات لا تقدم للمرضى في أيام العطل الرسمية مع أن المشفى لا يكون مغلقاً بالكامل إلا أنه لا يستقبل مرضى الجرعات حتى لو كانت فترة العطلة تصل إلى أسبوعين أو ثلاثة وهذا ما حدث مع المريض و.أ، والمريضة س. ج، وغيرهم الكثير، ما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية وعودة نمو الكتل السرطانية التي كانت قد شارفت على الاختفاء.
* العودة لنقطة الصفر..
والأمر مشابه في حالات انقطاع الجرعات حيث يعود المريض إلى نقطة الصفر وتزيد حالته سوءاً بسبب انقطاع التركيبة الورمية المخصصة لعلاجه لمدة شهر أو شهرين، إلا إذا كان من أصحاب الدخل الجيد واستطاع تأمينها من الصيدليات الخاصة والسوق السوداء.
* رد المشفى..
توجهنا للجهات المعنية للتساؤل حول أسباب عدم توفر الجرعات والكميات المطلوبة والكميات المستهلكة، وعن أسباب توقف المشفى عن تقديم الجرعات أيام العطل الرسمية؟
الدكتور إيهاب النقري المدير العام لمشفى البيروني في إشارة للاستفسارات التي تم إرسالها له: أوضح بأن احتياجات المشفى من الأدوية الورمية الاستيرادية يتم تأمينها من خلال الآلية الموحدة للاستجرار من قبل وزارة الصحة والمؤسسة العامة للتجارة الخارجية، وينحصر دور المشفى برفع الاحتياجات فقط، وحالياً هناك نقص بالأدوية الورمية (المتوفرة حوالي 60%) كما أن هناك نقصاً في المستهلكات الطبية من ضمنها القثطرة الوريدية.
وأكد النقري أن توقف المشفى عن تقديم العلاج خلال العطل والأعياد هو أمر غير دقيق، مشيراً بأن المشفى يستمر في تقديم المعالجة الشعاعية في قسم المزة أثناء العطل والأعياد مما يتناسب مع بروتوكول العلاج الشعاعي المقرر، كما أن المعالجات الدوائية يستمر تقديمها أثناء العطل وعلى سبيل المثال: يوما الجمعة والسبت 28/ و29/5/2021 تم تقديم جرعات إلى 27 مريضاً.
* مصدر مسؤول..
بهذا الخصوص كشف مصدر مسؤول في وزارة التعليم العالي أهمية مخاطبة اللجان المعنية عن استجرار الدواء في وزارة الصحة باعتبارها هي الوزارة المعنية بهذه الأمر، لافتاً إلى وجود آلية عمل متبعة لذلك حيث يتم إرسال ما تحتاجه المشافي من تجهيزات وأدوات وأدوية للجهة المعنية ليتم استجرارها.
وأكد على وجود مساعٍ لكي يسمح للمشافي بشراء ما يعادل 5% من حاجاتهم ريثما يتم التعاقد عليها وإجراء المناقصات، وتأمين الحاجات المطلوبة كاملة