لا الثرثرة ولا الغضب ولا كل ما في مفردات الإسهال اللغوي يمكن لها أن تهدم وطناً أو تهزم شعباً آمن أنه صاحب رسالة ..وبالوقت نفسه على هذا الشعب ومؤسساته أن يعي أن هذه الثقة قد تهتز قليلاً إذا ما ظل صامتا تجاه ما يجري ..
فالكلمة الخبيثة التي تحمل بذور الشقاق والنفاق تتوافر لها أدوات التزيين ووسائل نقلها بسرعة البرق.
حشدوا لها مؤسسات وسخروا وسائل علم وتقنية هي بيد كل واحد منا، فليس كل من ركب أفخم سيارة حضاري لكن قد يكون سلوكه عتهاً وجنوناً ..
وقس على ذلك وسائل التواصل، فمن يحمل أحدث جهاز خليوي يصل سعره للملايين وتقنياته هائلة لا يختلف كثيراً عمن تحدثنا عنه سابقاً.
ما نريد قوله إن هذه التقنيات قد تتحول وبالاً تضخ عن حسن نية إو سوئها ما يهدم، ما يفتت، وهو ليس إلا نواة خلل يمكن أن يعالج إذا ما كان ثمة من يريد ان يعمل.
لنكن أكثر صراحة نحن في سورية كلنا أصبحنا إعلاميين وكلنا ندعي أننا نعرف الحقيقة ..لوثة العالم الأزرق أخذتنا إلى حيث خطط العدو لنا .
اكتب كلمة على صفحتك تنال من الوطن وانتظر كيف يعمل فريق من وراء الكواليس على جعلها تهب مع الريح ..
لن ندعي أن الأحوال بخير، ولن نطالب بأن نصمت لكنها الموضوعية التي يجب أن تكون .
وهنا لا نبرىء الجهات الحكومية التي تتغاضى عن الاهتمام بما يعانيه الناس، ومن ثم تستعرض مهاراتها الإعلامية في الادعاء أن الحل قد تم ..
لماذا يتم بعد ما جرى وليس قبله ..
بكل صراحة لسنا بحالة رخاء تسمح بقوانين الرحمة، نحن نواجه أسوأ عدو داخلي وخارجي، وهذا يقتضي أن نحاسب العدوين بقوانين الحرب ..وليس بلمسة توقيع قرار إعفاء.
الوطن أسمى وأنبل وما من درب عمل إلا وفيه ما فيه، لكن هل نبادر إلى تخفيف الذرائع ..؟
من نبض الحدث ..بقلم أمين التحرير- ديب علي حسن