تحتفي الأمم بتراثها المادي واللامادي وتعمل دائماً على صونه وحمايته وأخذ ما هو أصيل فيه وتقديمه للأجيال بطرق مختلفة استلهاماً في الإبداع أو من خلال تدوينه وكتابته ولاسيما الشفوي الذي يخشى عليه من الاندثار أو السرقة..
وفي سورية كان لوزارة الثقافة قصب السبق في هذا الأمر، إذ تعمل منذ عقود على جمع وصون هذا التراث من خلال أخذه من رواته الكبار بالعمر ..وقد صدرت العديد من الكتب في ذلك وثمة مجلة مهمة تصدر تحمل اسم التراث الشعبي.. إيماناً منها بضرورة الحفاظ على التنوع الثقافي في مواجهة العولمة المتزايدة، ففهم التراث الثقافي المادي وغير المادي يساعد على الحوار بين الثقافات وفي نقل المعارف والمهارات من جيل إلى آخر.
ثمة جهود سورية مضنية في سبيل الحفاظ على جذور هذا البلد وتراثه، لاسيما أن هناك من حاول سرقة هذا التراث الكبير وتشويهه وهنا يتوجب علينا التوثيق بشكل جدّي ومدروس، وفق رؤى واستراتيجيات تدعم هذه الجهود وتسير بها إلى بر الأمان.
لاشك في أن تجربة الوزارة كانت مهمة منذ سنوات حول واقع المحتوى الثقافي الرقمي الذي يدوّن على المواقع الإلكترونية، صور ووثائق ومواقع ونتاج فني وأدبي وفكري.. الخ بما يُحقق حماية التراث، ويعيد الهويةَ الثقافية الوطنية، ويبرز مكوناتها محلياً… ولابد من الاستمرار بها ودعمها بكل الطرق الممكنة.
اليوم وغداً سورية غنية بالصناعة الإبداعية في الحقول الثقافية المتنوعة، ولديها طاقات بشرية تجاوز إبداعها حدود البلاد ليصل إلى العالم، وبالتالي واجبنا جميعاً أن نعمل بنهج تشاركي للحفاظ على تراثنا الذي هو هويتنا وخلق بيئة تدعم الإبداع وتساهم في نموه، من خلال فتح نوافذ جديدة للطاقات الإبداعية التي ستساهم في الدفاع عن هذا التراث والحفاظ عليه وفق المنظومة الثقافية الوطنية التي يتحلى بها معظم السوريين.
رؤية- عمار النعمة