كم كان مثيراً للسخرية ذاك التصريح الذي تفوه به أردوغان مؤخراً، بأن نظامه سيواصل اتباع كافة الخطوات الواجب اتخاذها لتحقيق الاستقرار في منطقتنا، متناسياً، أو ربما الأصح متعامياً عن أن نظامه الإخواني هو نظام إرهابي، فاشي، إقصائي، دموي، نهبوي، انتهازي، لصوصي، استعماري، واحتلالي، ولم يجلب على مر العصور إلا الدمار، والويلات، والحروب، ليس لسورية فحسب، وإنما للمنطقة بأسرها.
كان الأجدر برئيس النظام التركي أن يقر عوضاً عن أكاذيبه المكشوفة هذه، أنه سيمضي قدماً في سياساته اللاأخلاقية، واللا قانونية، والاستعمارية، والنهبوية، والتقسيمية حيال الدولة السورية، باعتبار أنه يتصرف بناء على ضوء أخضر أمريكي، وربما تفويض دولي من تحت الطاولة، يشرعن له كل جرائمه بحق السوريين، وربما كان عليه أن يعترف أمام شعبه، بل وأمام العالم بأسره، كيف ملأت له هذه السياسات الإرهابية، والإجرامية بحق السوريين، جيوبه، وخزائنه، وأرصدته البنكية، بمليارات الدولارات، بل وكيف ملأت حسابات زوجته، وأبنائه، وبناته، وأصهاره.
ويبقى السؤال: عن أي استقرار يثرثر أردوغان، وهو من يثير الفتن، والمشاكل، والحروب في سورية، والمنطقة بأسرها؟!، بل كيف يستقيم هذا الاستقرار، وقواته الغازية تحتل أجزاء من الأرض السورية، وتمعن بسياسات التهجير، والتتريك، والترهيب، والتعطيش، والنهب واللصوصية بحق السوريين وممتلكاتهم؟!.
لا يعنينا ما يتفوه به أردوغان من هلوسات، لا تختلف عن الحماقات في شيء، فكلنا يعي جيداً من هو، وكيف أوغل بدماء السوريين، وساوم عليها، واستثمر بمعاناتهم، بل كلنا يدرك جيداً بأنه ذراع أمريكا في المنطقة، ومنفذ أجنداتها، وكلنا يدرك تماماً كيف أنه ومجرمي الحرب الصهاينة، شركاء، وحلفاء، حتى أبعد حد، وأن كل ما نراه، وما نسمعه من خطب أردوغانية رنانة حيال الصهاينة، ما هو إلا للاستعراض الدعائي، والتمويه، والتضليل الدبلوماسي، لا أكثر، ولا أقل، فيما التنسيق والتعاون الوثيق قائم بين الكيانين المارقين على قدم وساق.
لا مكان للاختباء خلف الإصبع.. أردوغان كفى كذباً.. فقد بلغ سيل الحقائق زبى افتراءاتك المفضوحة.
حدث وتعليق – ريم صالح