كلّما تراكمت المهمات والواجبات اليومية، رغبت بإسقاطها من ذهنها.. وهجرها صوب الانغراس أكثر بكل ما يلهب شرارة أحلام يقظتها..
قطعاً.. لا تستطيع التقاطها كلّها..
بعضها يتساقط بالتقادم، والبعض الآخر يُمنح الحياة فيهديها أضعافاً مضاعفة من مسرّات لم تكن تتوقعها يوماً..
أسراب أحلامها، واحدٌ منها قد يصنع الفرق..
بمقدار حلم واحد تنجر وراءه، أو فكرة واحدة تولد منه، يمكن أن يعتدل مزاجها.. ينهض من خموله أو إرهاقه متتبعاً أثر تلك الفكرة داخله..
وسرعان ما تتبعثر الأفكار المتفرعة عن تلك الأصلية إلى العشرات منها.
هي الآن، في زوبعة أفكار.. شرنقة.. أو شبكة عنكبوتية تتراصّ فيها كل أشكال الحلم.
أسراب من الأحلام تلاحقها على الدوام دون كلل أو ملل.. وما أجملها حين تتشابه مع ما قالته “أناييس نن” من (أن كتابة رواية، بمعنى من المعاني، هي حلم مُوجّه)..
وبالتالي.. يمكن أن يصبح أي شكل من أشكال كتاباتنا حلماً مُوجّهاً..
ألم يقل فرويد إن الكتابة الإبداعية كحلم يقظة..؟!
بالنسبة لها تختلط أحلام يقظتها مع أحلام مناماتها..
وتستلذ بتلك الحالة من الغموض في عدم القدرة على الفصل بينهما، فتسارع بتحويلها إلى كتابات صاعدة من حيز اللاشعور إلى نظيره من الشعور.
من الممكن أن تكون طاقة الحلم تلك، وسيلةً أو معادلاً موضوعياً، للتخلص من فجاجة الواقع، قتامته، وبشاعة تفاصيل يومياته..
وكلّما زادت سوداويته تحاربها بالمزيد من ألوان الحلم.. ولاسيما أن مستشاري الصحة النفسية والتنمية البشرية ينصحون بممارسة أحلام اليقظة كتمارين يمكن لها أن توصلنا الى واقعٍ لم نكن نتخيله يوماً..
هل يمكن لتلك الأحلام كسر روتين اليومي..؟
لطالما كانت بالنسبة لها هروباً من تحصيل جدول “اللزوميات” اليومي..
والآن.. ينقطع خيط أحلامها مع نداءات جوّالها.. ونداءات واجبات منزلية..
كل أحلامها انزاحت دفعةً واحدة، إلى ركن قصي من ذاكرتها، حين فتحت باب الثلاجة واكتشفت أنها عاطلة عن العمل.
رؤية – لميس علي