الثورة اون لاين:
رأي على هامش محاولة تمتين اللغة العربية
اللغة هي الفكر..
وليست وعاء له فقط..
وإذن.. هي الحياة باعتبار الفكر وعياً.. ولا حياة خارج الوعي او من دونه.
لغتنا تكون بحالة صحية إذا كنا نحن كذلك.
فكرنا تعبير عن وجودنا.
استطراداً نقول:
آن محاولات تمتين اللغة العربية تبدو جهداً ضائعاً.
لغتنا صنعت مجدَها عندما امتد سلطان العرب، واتسع وتسيّدوا، وصنعوا ثقافة وحضارة، اخذت الشعوب عنهم ليس الحرف وكتابته فقط، بل اللغة ذاتها، تكلموا بها وألّفوا وأبدعوا، وكانوا عرباً بلغتهم وفكرهم وثقافتهم.
الآن تبدو الصورة مقلوبة، لا أحد يحتاج لغتنا، حتى نحن. نتعامل مع الآلة بلغة صانعها.. ومع الثقافة بلغة منتجها.. ومع العصر بلغة قادته..
يكبر دور اللغة بكبرنا ويتضاءل بتراجعنا، لهذا نعرف لماذا تتراجع اللغة بياناً وقواعد ومفردات، يُرجع البعض ذلك للتعليم، ربما، لكن الحياة نفسها تتراجع فينا، إضافة إلى أخلاق اللغة التي أقصتها أخلاق الآلة… قوة وخلقاً وإرادة، ووجوداً.
ليس تزيّداً على التاريخ أن نقول:
إذا استمر تراجعنا الحضاري، فيمكن أن تستغني الأجيال المقبلة عن اللغة العربية.
ولن يُغني اعتبار اللغة مقدّساً كما فعل الألمان، وقالوا بنظرية الأمة اللغة، لغة التيتون العظام صانعي مجد الإمبراطورية الجرمانية المقدسة.. وأخذها عنهم بعض المنظرين القوميين العرب، وألبسوها ثوب قداسة لأسباب تختلف بالتأكيد عن أسباب الألمان… الذين خاضوا حربين عالميتين مدمرتين حتى تخلوا عن أفكار فيخته في العرق واللغة