ثمة أسئلة كثيرة تطرح نفسها إضافة إلى حقائق تستوجب التوقف عندها على هامش افتتاح أسواق العيلة في كافة المحافظات السورية.
ولعلّ في مقدّمة الأسئلة ما يتعلق بثقافة المبادرة، وكيف يمكن ترسيخ هذه الثقافة في عمل المؤسسات والأفراد، وماهي معاني ودلالات وجود مبادرات عند شخص دون غيره أو وجود مبادرات لدى بعض المؤسسات في حين تغيب هذه الثقافة لدى مؤسسات أخرى.
ولعل الأمر المؤكد أن ثقافة المبادرة تنطلق من حقيقة تمكين الإنسان من أن يكون فاعلاً ومعتمداً على نفسه، وشريكاً حقيقياً في خلق فرص العمل عوضاً عن البحث عنها، يضاف إلى ذلك أن توافر روح المبادرة يعني القدرة على رؤية الأمور التي تحتاج إلى إصلاح أو تطويرواتخاذ القرار بفعل ذلك دون انتظار إذن أو أمر من أحد ، والمبادرة تعكس أيضاً القدرة على تحقيق خطوة إضافية وبذل جهد إضافي للقيام بالأعمال الخارجة عن دائرة المهام الاعتيادية.
من هنا يمكن الدخول في الحديث عن إقامة سوق العيلة في المحافظات بعد لقاء السيدة أسماء الأسد مع رؤساء الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية واهتمامها المتواصل لدعم المبادرات النوعية التي تهدف إلى إيصال العمل الخيري للفئات الأكثر احتياجاً ومساعدة الأسرة السورية على تأمين احتياجاتها لاسيما ما يتعلق منها بالمدارس ومواد المونة، فمنذ افتتاح هذه الأسواق ثمة ارتياح كبير وإقبال واسع من المواطنين لا سيما أنها وفرت مختلف احتياجات الأسرة المتعلقة بشراء مستلزمات المدارس والمواد الغذائية وغير الغذائية وبأسعار مخفضة تتراوح بين 40 و50 بالمئة.
والأمر لا يقتصر على تأمين المواد فقط وإنما يمتد إلى أبعد من ذلك وصولاً إلى ترسيخ مفهوم العمل المشترك للفعاليات الرسمية والأهلية والتي تعكس الترابط المجتمعي والإنساني، إضافة إلى أن هذه الأسواق تعتبر نافذة لعرض المنتجات والسلع وخاصة المدرسية التي تحتاجها الأسر السورية بأسعار منافسة تكسر حلقات الوساطة بتخفيضات توفر على المواطنين مبالغ في هذه الظروف الصعبة.
لكن يبقى أصل الحكاية في أسواق العيلة من يفكر بالمبادرات النوعية ومعاني ودلالات ترسيخ ثقافة المبادرة كي لا تبقى المؤسسات المعنية أسيرة الأعمال والوظائف الاعتيادية.
الكنز – يونس خلف