تنفض عن ذهنها كل ما علق به من شوائب يومياتها الواقعية، وسرعان ما تلج مغارة أحلامها..
تتفنّن باختلاق نسخٍ كثيرة من الحلم نفسه.. وكل نسخة تتناسل من سابقتها بدفق لا حدّ له..
عشرات السيناريوهات تخطر على بالها..
لأحلامنا أيضاً نسخ..!
تعجبها طراوة الفكرة..
وتبدو كمن يبصر أقزام الأحلام بدأت تتطاول لتصبح عمالقة..
لأحلامنا نسخٌ..
تماماً كما نسخ اللوحات الفنية المعرضة دائماً لتعديلات صاحبها.. فيها تتجمع طبقات الألوان، طبقة فوق الأخرى، وصولاً إلى النسخة النهائية.. والتي ليس من الضروري أن تكون الأجمل.
تتذكّر كلمات أحد الممثلين في حديثه عن جماليات البروفات المسرحية، وكيف أن جميع نسخ تلك البروفات ربما احتوت على جنون وجمال فاق العرض النهائي..
هل يعني ذلك أن نسخ الخيال تتفوق على نسخة الواقع الوحيدة..؟!
البعض يبقى يفضل العوم في الخيال، حتى من دون أن يطمح بكون حلمه بذرة لواقع أفضل..
هؤلاء يرون أن عوالم الحلم/الخيال تتميز بالاتساع والرحابة، بينما الواقع فيه الكثير من المحدودية والاقتصار على نسخة (المرة الواحدة)..
دائماً ما كانت على قناعة أن الحياة ستدهشها بتطبيق أحلامها.. أو أحد أهمها.. ذاك الحلم الملاصق لمختلف لحظات عيشها.. بطريقة تفوق الخيال ذاته..
لأن أحلامنا تحركها اندفاعات الفرح المخبأ ضمنها.
وتختلط الأشياء.. فلا يعود مهماً من السابق ومن التالي..
هل يأتي الحلم قبل الفرح أم إن الفرح هو الذي يطيل من أمد أحلامنا..؟
موجات الفرح تصنع أحلاماً من طعمها..
وبالوقت عينه، غالباً الأحلام تغزوها منكّهات الفرح..
والمحصلة.. خليط من قوة دفع تحرك يومياتنا.
تؤمن أن أسراب أحلامنا ليست هروباً من بشاعة محيطة.. مقدار ما هي سبيل لعيش الفرح بأبسط أشكاله.. ألم يؤكد سبينوزا: “كل ما يمنحنا الفرح مستحب”.
رؤية – لميس علي