انتهى موعد التقدم للمفاضلة العامة في الـ 30 من أيلول، ومعه انتهت مرحلة من مراحل القبول الجامعي العام بانتظار صدور نتائج هذه المفاضلة وعلى أساسها يعرف كلّ طالب الفرع الذي يحق له التسجيل في الجامعة، فهناك من تتحقق أحلامهم وأمنياتهم وآخرين تلاحقهم خيبة الأمل بفعل الدرجات التي حصلوا عليها في الشهادة الثانوية ،والأنكى بفعل ارتفاع معدلات القبول الجامعي ،حيث يعاد ترتيب الأولويات والطموحات وتتغير نتيجةً للظروف والأحوال وما بعد..!
أمام هذه الوقائع يبقى الأمل الأكثر والأقرب بصيصاً وقائماً على انتظار معدلات القبول في التعليم الموازي، وربّما هو الأمل الوحيد إلى حدّ كبيرٍ في تبديد خيبة الأمل فيما لو تأخذ الجهات المعنية الموكلة في وضع هذه المعدلات بعين الاعتبار آمال وطموحات ورغبات الطلاب الذين لم يحققوا ما رغبوا به في المفاضلة العامة ،والأهم ألا يتم رفع معدلات التعليم الموازي كما حصل في العام..!
إن آلاف الطلبة وأسرهم تنتظر هذا الأمل بالحصول على رغبة أبنائهم في دراسة الفرع الذي يرغبونه في التعليم الموازي بعدما فقدوا الأمل في متابعة تحصيلهم الجامعي في المفاضلة العامة ،وهذا يتطلب من وزارة التعليم العالي والقائمين على وضع برامج ودرجات التعليم الموازي أخذ جميع هواجس وهموم وآلام هذه الشريحة الهامة بعين الاعتبار، وأن يلامسوا الواقع والظروف التي يمر بها الطلبة جميعاً ،وألا يخيبوا آمالهم مرة أخرى كي لا نفقدهم خارج الجامعات ونخسر قدراتهم العلمية ،فإذا كانت بعض المبررات والأسباب الموجبة فرضت نفسها إلى حدٍ ما في ارتفاع المعدلات في القبول الجامعي العام فإنه من الواجب والمأمول ألا تنسحب على التعليم الموازي الذي ينتظره آلاف الطلاب بفارغ الصبر وربّما هي الفرصة الأخيرة لهم لاسيما وأن الغالبية الساحقة منهم لا يمكنهم أبداً دخول الجامعات الخاصة بدليل أنهم لم يسجلوا فيها ،حيث انتهت الفترة الزمنية المخصصة لها.
إن خروج آلاف الطلاب الحاصلين على الشهادة الثانوية من دائرة متابعة التحصيل العلمي مشكلة اقتصادية واجتماعية وتعليمية قبل أي شيء آخر لها منعكساتها السلبية في ظل واقع اقتصادي صعب يعاني منه الغالبية وهذا العدد ليس بالسهل استيعابه وتأمينه في سوق العمل بل من الواجب تشجيعهم ودعمهم من خلال ميزات وأدوات تحفيزية لمواصلة التحصيل العلمي الجامعي، ونحن في بلدنا كنا ولا نزال سباقين في هذا المجال.
أيام قليلة وتصدر معدلات القبول في التعليم الموازي وبانتظار صدورها هناك أمل لآلاف الطلاب وأهاليهم بتعويض ما فاتهم واللحاق بزملائهم في متابعة تحصيلهم الجامعي، وهذا كلّه برسم وزارة التعليم العالي والجهات المعنية بذلك.
فهل تبدد معدلات القبول في التعليم الموازي هواجس من فقدوا تحقيق رغباتهم في التعليم العام..؟ نأمل ذلك!.
حديث الناس- هزاع عساف