بعد 48 عاماً على ذكرى حرب تشرين التحريرية، لا يزال الانتصار الذي حققه أبطال الجيش العربي السوري بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد على العدو الصهيوني يولد انتصارات متتالية على هذا العدو الغاشم، وأدواته الرخيصة المتمثلة بالتنظيمات الإرهابية التي تقهقرت تباعاً رغم الدعم اللا محدود الذي قدمه الكيان الصهيوني لمرتزقته الإرهابيين، والذي وصل إلى حد شن اعتداءاته المباشرة على مواقع الجيش لنجدتهم ومؤازرتهم، فضلاً عن إقامته العديد من المشافي الميدانية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة لمعالجة المصابين منهم، وسبق للإرهابي نتنياهو أن جال على تلك المشافي للاطمئنان على إرهابييه.
قبل 48 عاماً سطر أبطال الجيش العربي السوري ملحمة بطولية لا يزال صداها يتردد حتى اليوم، وصنعوا انتصاراً تاريخياً على “القوة المزعومة التي لا تقهر”، وتم رفع العلم السوري ليرفرف خفاقاً فوق سماء القنيطرة المحررة، ليعلنوا بعدها أن زمن الانكسارات قد ولى إلى غير رجعة، وأن الانتصارات تتولد من رحم الصمود والتضحية، وانطلاقاً من هذه الحقيقة الدامغة، يجدد أبطال جيشنا الباسل اليوم، من خلال إنجازاتهم المتلاحقة على الإرهاب وداعميه انتصارات حرب تشرين التحريرية.
أبطال الجيش الذين دمروا في حرب تشرين تحصينات العدو الصهيوني، وفي مقدمها خط ألون، وخاضوا أقوى معارك الدبابات في التاريخ الحديث، واجترحوا المعجزات وحطموا غرور وغطرسة الكيان الصهيونى، هم أجداد وآباء الرجال الأبطال الذين يخوضون اليوم معارك الشرف والكرامة الوطنية على امتداد ساحة الوطن، مجددين انتصاراتهم في مواجهة الإرهاب، وبفرضون معادلات القوة على الأرض، ويجبرون رعاة الإرهاب على الرضوخ لمشيئة السوريين، الذين يكرسون بانتصاراتهم أمجاد سورية وعزتها وفخارها.
لا شك بأن حرب تشرين التحريرية شكلت نبراساً ومحطة في طريق النضال لتحرير الأرض المسلوبة وإعادة الحقوق العربية المغتصبة فكانت إعلانا واضحاً لبدء زمن الانتصارات والمقاومة ونهاية لزمن الهزائم، لتكون الحرب العربية الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي من ألفها إلى يائها التي كسرت جدار اليأس بعد نكسة حزيران عام 1967 ورسخت حقيقة أن سورية العروبة لا تزال تدافع عن وجود الأمة العربية ومستقبلها وهى لم ولن تبخل بتقديم التضحيات دفاعاً عن الحقوق العربية في وجه الكيان الغاصب المدعوم من أميركا ودول الغرب المتصهينة.
تحل ذكرى حرب تشرين التحريرية هذا العام، والسوريون يقتربون من إنجاز نصرهم الكامل على الإرهاب وداعميه، فالجيش يستكمل مهماته الوطنية بكل ثقة واقتدار، وقد حرر معظم الأراضي التي دنسها الإرهاب، ولم يبق سوى إدلب وبعض المناطق بريف حلب، وهي على موعد قريب جداً من التحرير، لتأتي الأولوية بعدها للتنف ومنطقة الجزيرة ومنبج وعفرين، حيث إمكانية المواجهة مع قوات الاحتلالين التركي والأميركي لطردها ستكون محتومة بحال فشل أي مبادرات لإخراجهم عبر التفاوض، وبطبيعة الحال فإن الجولان المحتل سيبقى تحريره من الإرهاب الصهيوني على رأس الأولويات، بعدما يعود الأمن والاستقرار إلى كل شبر من ربوع سورية.
البقعة الساخنة- ناصر منذر