ربما يقول أحد ما، أو يسأل: هل في العالم مجال لعدم الانحياز أحد أمرين اثنين: إما أن تكون مع الحق وتنافح عنه وتناضل وأنت لست منحازاً هنا، بل أنت تقوم بالواجب الوطني والإنساني، أو أن تكون تابعاً لجهة ما، على الأغلب هي حلف العدوان، وهل أنت هنا حر مستقل بالتأكيد: لا، فانت منحاز تماماً لجهة العدوان، حركة عدم الانحياز التي مر على تأسيسها ستون عاماً، ليست حركة عابرة و لايمكن أن تموت مهما كانت الظروف التي أحاطت بها وبالعالم كله.
العودة اليوم إلى إحياء دورها بقوة وبمشاركة سورية فاعلة ومع الانتصارات التي تحققها سورية ومحور المقاومة، يعني ببساطة إن الرسائل تقول: الانحياز هو للحق والسيادة، ومن أجل كرامة العالم كله.
وإذا كان الهم السياسي هو الذي طغى على برامج وخطط عمل جميع المنظمات الدولية حتى الآن منذ تأسيسها وبغض النظر عن المنعطفات التي مرت بها، فإن الخروج من الإطار السياسي قليل إلى مناقشة قضايا الاجتماع والصحة والعلاقات الإنسانية بين المجتمعات، والعمل على التعاون الخلاق في هذه الموضوعات لهو ضرورة ملحة، ولاسيما في المجال الاقتصادي، ولاسيما أن الولايات المتحدة تفرض سياسة الحصار الجائر على الدول التي لا تمضي بركبها، مؤتمر حركة عدم الانحياز الذي سيعقد خطة مهمة في تفعيل الدور الذي تم العمل على اغتياله من قبل واشنطن، ويعني بالوقت نفسه أن القطبية الواحدة التي فرضت قسراً على العالم يجب أن تنتهي، والانحياز هنا للحق والسيادة والكرامة وقضايا الانسانية العادلة.
من نبض الحدث- ديب علي حسن