العيون الأممية ورؤيتها الانتقائية؟

كيف تنظر الأمم المتحدة إلى الأمور في سورية، وكم لديها من العيون المختلفة التي تبصر فيها قضايا ولا تبصر أخرى، وهل الاعتداءات التي يقوم بها النظام الأردوغاني في شأن المياه تختلف عن عدوانه ومرتزقته الإرهابيين المتواصل بواسطة القذائف الصاروخية والمدفعية والقتل والتهجير والنهب والسرقة في المناطق التي تحتلها القوات التركية في الريف السوري الشمالي والشمالي الشرقي؟

كل هذه الأسئلة وغيرها نطرحها نتيجة للازدواجية التي تتعامل بها المنظمة الأممية والمجتمع الدولي ككل، مع ما تتعرض له سورية من اعتداءات إرهابية موصوفة منذ أكثر من عشر سنوات من جانب منظومة العدوان وتنظيماتها الإرهابية من “داعش” إلى “النصرة” وصولاً إلى ميليشيا قسد التي تحتمي بالدبابة الأميركية؟

فما تحدث به ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة حول تأثر خمسة ملايين شخص في شمال شرق سورية بسبب أزمة المياه المستمرة هناك وتأثير ذلك في زيادة انتشار الأمراض والحد من إمكانيات التصدي لجائحة كورونا، هو أمر وموقف إيجابي، ولكن عدم الإشارة إلى المسبب الرئيس لهذه الكارثة الإنسانية المستمرة منذ عدة سنوات بسبب تعنت رئيس النظام التركي المجرم أردوغان واستخدامه للمياه بشكل مناف لكل القوانين والشرائع الدولية في حربه الإرهابية على السوريين هناك، هذا الحديث يندرج تحت المواقف المتوازنة للمنظمة الدولية منذ زمن بعيد.

وتجاهل المسؤول الأممي لقطع نظام أنقرة لمياه الشرب لنحو30 مرة عن أكثر من مليون ونصف المليون مواطن سوري يعيشون في مدينة الحسكة وضواحيها وعدم وضعه للنقاط على حروف الجرائم التي ترتكبها القوات التركية ومرتزقتها الإرهابيون بشكل يومي ضد السوريين، يعد انحيازاً ودعماً صريحاً للمجرم العثماني ضد ضحاياه المدنيين الآمنين.

فكيف ترى الأمم المتحدة نقص المياه وانقطاعها وتأثيراتها في حياة الناس، ولم ترَ الذي قطع المياه عن السوريين وقتلهم وشردهم؟ وكيف ترى تأثر إجراءات التصدي لوباء كورونا دون أن ترى الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تطبقها الولايات المتحدة الأميركية وأتباعها في أوروبا ضد الشعب السوري؟ فيبدو أن لدى الأمم المتحدة عيوناً كثيرة، لكن رؤيتها انتقائية.

حدث وتعليق- راغب العطيه

آخر الأخبار
"الأنصارية الأثرية" في حلب.. منارة لتعليم الأطفال "صناعة حلب" تعزز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية لبنان: نعمل على معالجة ملف الموقوفين مع سوريا  شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا شراكة مجتمعية لترميم مدرسة في الضمير إسرائيل تمنع 14 سفينة مساعدات لغزة وتثير انتقادات دولية "حماس" تدرس خطة ترامب.. والبيت الأبيض ينتظر الرد مبعوث جديد إلى سوريا.. فهل من دور؟ مقاومة المضادات الحيوية.. استراتيجية لمواجهة تهديد عالمي مشترك استراتيجية "قسد" في تفكيك المجتمعات المحلية ونسف الهوية الوطنية ملتقى التوظيف جسر نحو بناء مستقبل مهني لطالبي العمل خبير بالقانون الدولي: السلطة التشريعية الرافعة الأساس لنهوض الوطن وتعافيه السياحة تستقطب الاستثمارات المحققة للعوائد والمعززة للنمو الاقتصادي عبد المنعم حلبي: استعادة الثقة أهم أولويات البرلمان الجديد قروض حسنة بلا فوائد.. كيف نضمن وصول الدعم للمنتجين؟