لسنا في وارد الغوص في ذكريات الزمن الجميل للتعليم في المدارس العامة، وكيف كانت هيبة المدرس الحريص على التلاميذ كحرصه وغيرته على أبنائه..
تغيرت المعادلة.. وانقلبت الموازين.. وتلاشت الأولويات الأخلاقية ليتم استبدالها بأخرى مادية بحتة.
البعض يسوق ” ومعهم كل الحق” أن رواتب المعلمين في معظم الدول تتفوق على باقي رواتب الفئات الأخرى و بنسبة كبيرة انطلاقاً من الإيمان بأهمية ودور المعلم في بناء الأجيال سواء من الناحية الفكرية والأخلاقية..
من ينظر عن قرب الى الواقع الذي وصلت اليه مدارسنا العامة من حيث الإهمال المتبادل وعدم الاحترام والالتزام لهذه المهنة سواء من قبل المعلم أو الطالب .. وحتى الأهالي.
المعلم لا يبذل جهداً ولا تهمه المقدمات ولا المخرجات… أمله معقود على أن الطالب سيراجعه في مكتبه ليأخذ عنده الدرس الخصوصي ” الدسم”.
الطالب أيضاً تنطبق عليه المعطيات نفسها من خلال إهماله لواجباته الدرسية والوظيفية وعدم التزامه بالمدرسة ومنهاجها انطلاقاً من اعتماده على الدروس الخصوصية التي أصبحت موضة العصر.
إذاً نحن أمام منحنى تنازلي خطير يمس العملية التربوية في جوهرها بشهادات متفق عليها بين أركان هذه العملية …
نحن في مرحلة لها خصوصيتها من حيث تداعيات خطيرة أصابت المجتمع بسبب الحرب العدوانية المستمرة، وما أفرزته من تداعيات اجتماعية واقتصادية ونفسية أرخت بظلالها على المجتمع …
هنا ” ما يجب أن يكون” يبرز دور المعلم والمدارس في ترميم هذه التداعيات وهذا لن يكون إلا بعودة الضمير والالتزام و الهيبة المتلازمة مع القيم.
الحالة الأخطر التي يجب مراقبتها في المدارس هي غياب الأخلاق والسلوك .. واندثار ” المثل الاعلى ” عن بعض المدارس من خلال ممارسات معيبة يقوم بها هذا المعلم أو ذاك المدير والتفوه بكلمات نابية وسوقية على مسمع طلابه.
النتيجة هنا تزيد من الخطورة .. تخرج العملية التعليمية عن مسارها الطبيعي …
إعادة الهيكلة .. و إعادة الألق الى مدارسنا مطالب شعبية، وعلى كل الشرائح المجتمعية ووزارة التربية أن تتشابك جهودهم لهذه الغاية .. عسى أن نبدأ مشوار الألف ميل بخطوة إيجابية ملموسة على الأرض ..
على الملأ -شعبان أحمد