بين الأمس المتفجر في المنطقة والحاضر الذي يركض على الطاولات السياسية وغرف الانعاش الاقتصادي في الشرق الأوسط.. ترتجف أقلام الصحافة العالمية في تدوين المشهد وتفسيره.. ما لذي يكمن في التفاصيل التي يبدو أن الشيطان الأميركي خسر فيها!!!.
تتطاير الأسئلة من كل المجلات والصحف خاصة الغربية ليس عن الرغبة العربية في العودة إلى الحضن الدمشقي بل كيف ترقب العين الأميركية ما يجري ومدى تحملها لبدء كسر ركبة عقوبات قيصر وقدم هذا القانون في المنطقة.. خاصة بعد فتح المعابر السورية مع الأردن وتشغيل خط الغاز العربي عبر الأراضي السورية.
روبرت فورد الذي نزل يوماً ما يهتف لحمل السلاح وأحزمة الإرهاب في ساحات سورية، يقول الآن: إن على واشنطن مراقبة هذه النتيجة الصعبة اليوم فليس بإمكان المسلحين كما يصفهم.. ليس بإمكانهم إسقاط الدولة السورية كما كان مخططاً..
آراء أميركية أخرى تجد أن حبال أميركا العسكرية والسياسية تذوب في سورية ومع وجود الحلفاء كإيران وروسيا وما تم انجازه على ارض الميدان السورية من دحر للإرهاب ما على واشنطن إلا استيعاب الواقع وابتلاع الهزيمة!!.
نعم بدأ الاعتراف بالهزيمة الأميركية في سورية يخرج من أفواه الأميركيين أنفسهم وما بين إدانة ولوم لتصرفات البيت الأبيض عبر سنوات الحرب التي مرت وتمر هناك من يهمس من مستشاري الخارجية الأميركية في أذن الصحافة بأن بايدن في ورطه…
فسيد البيت الأبيض محتار في الملف السوري، وخاصة أنه يلحظ التقارب بين سورية والدول العربية والدول الأخرى، ولا فكرة لديه إلى أين سيمضي التقارب الذي لايستطيع رفع البطاقة الحمراء في وجهه… بايدن ليس راضياً عن هذا التحول ولكنه قد يستدير من خلاله ليخفي عجزه السياسي في الملف السوري.
الأهم من ذلك هو تساؤل الصحف عن استجابة الولايات المتحدة لهذه التطورات وابتلاعها للتأثر المحتمل على ميزان القوى في المنطقة وخارجها وقد تقع واشنطن على رأسها من فوق قطبيتها الأحادية.
من الواضح أن دول المنطقة تبحث فرادة ومجتمعة عن استقرار ومنافذ اقتصادية ولا سبيل سوى باستقرار سورية فهي صمام الأمان في الشرق الأوسط.
لا أجوبة واضحة ولا تصريحات وتهديدات أميركية حتى الآن، لكن من الواضح أن واشنطن لاتبارك عودة العرب إلى سورية وترتجف غضباً لانهيار قيصر عقوباتها، لكنها تكتب سطور هزيمتها بأقلام الصحافة وعلى أبواب السفارات التي تفتح للعودة إلى سورية.
من نبض الحدث- عزة شتيوي