نقاشات حادة دارت خلال اليوم الأول من انعقاد مؤتمرنا العام السابع، كلها تمحورت حول ما وصلنا إليه ونحن نمارس عملنا الإعلامي.. مطبات كثيرة واجهتنا وتواجهنا وعلى مختلف الصعد.. ونقولها وبالفم الملآن إن اتحادنا ممثلاً بمكاتبه التنفيذية المتلاحقة لم يستطع تحقيق أهدافه التي وضعها في خدمة الصحفيين، نتيجة التقصير من قبل بعض أعضاء تلك المكاتب السابقة والحالية، خسرنا الكثير مما ناضلنا من أجل تحقيقه. طار الكثير من أملاك الاتحاد أولها أرض في منطقة الديماس مساحتها أكثر من 40 دونماً، وصولاً إلى مرآب سيارات الحجاز وما يتقاضاه الاتحاد من استثمار هذا المرآب لا يساوي شيئاً، إلى نادي اتحاد الصحفيين الذي يشكل بيتنا الذي نلتقي فيه قد طار بفعل عقد لم يحفظ حقوقنا، إلى الفندق في الحسكة، والى الأرض في اللاذقية، وبعض المتفرقات الأخرى ،ولم ينجح الاتحاد لا في إسكان الصحفيين ولا في رفع تعويضاتهم، ولا حمايتهم خارج نطاق بيع الكلام والوعود والتسويف، وللأسف المسؤولية ضائعة.. ونحن ضائعون بين سلطة الحكومة التي تعاملنا كأي موظف لديها تستطيع توقيفه عن العمل أو تجميده أو نقله و. و. و. وضعف مكاتبنا التنفيذية.
إن اتحادنا جل ما يقدمه للصحفيين ثلاثون ألف ليرة قيمة وصفات أدوية لمن هو على رأس العمل، وخمسة وعشرون ألفاً للمتقاعد طبعاً هذه مفارقة عجيبة غربية من مكتبنا التنفيذي في منح من هو على رأس العمل تعويضاً للوصفات أكثر من المتقاعد الذي هو بأمس الحاجة للمساعدة، وهناك تعويض عمليات حسب مزاجية اللجنة، وتعويض زواج ومولود، بالإضافة إلى تعويض وفاة، وراتب تقاعدي عبارة عن فرنكات لا تسدد ثمن وجبة فطور لعائلة.
عن ماذا نتحدث؟.. جميعنا طالب بإعادة النظر في طبيعة العمل الصحفي، وتحسين الواقع المادي للصحفي، وأهمية الحصول على المعلومة وتوفيرها من مصادرها، وتحقيق الاستثمار الأمثل للأماكن المملوكة من اتحاد الصحفيين، وتأمين المقرات لبعض فروع الاتحاد في المحافظات، والمطالبة بقانون إعلام عصري، إضافة لتعديل قانون الاتحاد ومعالجة الثغرات فيه، مطالبين بوضع ضوابط للحصول على عضوية الاتحاد والتشدد في ذلك، إضافة إلى إحداث نقابة للمحررين وأخرى لخدمات التحرير بغية تطوير العمل الإعلامي على الصعد كافة.
لنكن صادقين مع أنفسنا هناك فجوة كبيرة بيننا كصحفيين نعمل في الإعلام الوطني إن كان رسمياً أم خاصاً، وبين اتحادنا العتيد ممثلاً بمكاتبه التنفيذية المتلاحقة.. فاتحادنا لم يتمكن على مدى السنوات الخمس من ملامسة همومنا، حتى أن البعض منا تحول لمجرد موظف تابع لتلميع صورة هذه الجهة أو تلك لكسب الرضا ونيل الثقة والتمتع بنعمة لقاءاتهم الإعلامية المتواصلة، بالمختصر المفيد حصانة الصحفي على المحك!.
من كل ذلك مطلوب منا جميعاً كأعضاء مؤتمر أن نختار اليوم من هو الأكفأ في تحمل المسؤولية خلال الفترة القادمة من عملنا، ونوصل إلى المكتب التنفيذي من هو أهل لتحمل تلك المسؤولية دونما مواربة.
حديث الناس- اسماعيل جرادات