جاءت استقالة اتحاد كرة القدم على نحو متوقع، وربّما تأخرت قليلاً!! بعد أن نال أكثر من فرصة لتصحيح المسار بما يتعلق بالمنتخبات عموماً، والمنتخب الأول على وجه الخصوص، ومنه أتت القشة التي قصمت ظهره، ودفعته للاستقالة!!
طويت صفحة اتحاد الكرة، كما طويت من قبل صفحة المدرب المعلول، فهل من تغييرات تذكر؟! أم ردة فعل وامتصاص نقمة الجمهور الكروي؟!
يرى الكثيرون من المتابعين والمهتمين بالشأن الكروي أن تغيير الوجوه والأشخاص تشبه لعبة الكراسي الموسيقية، على اعتبار أن الكراسي تبقى ثابتة، من حيث الفكر والمنهج والصلاحيات، ولا يمكن إجراء تغييرات جذرية عليها، فالخلف ليس بالضرورة أن يكون خيراً من السلف، وإن كان خيراً منه، فستكون الفوارق محصورة في كيفية إدارة الأزمات الكروية المزمنة والمتلاحقة، وليس في اجتراح الحلول الناجعة لها؟! بمعنى أن أي اتحاد كروي قادم لن يكون بمقدوره المساس بالعقلية التي تُدار بها أمور كرتنا، وسيقتصر عمله على تسيير شؤونها بأخطاء إدارية أقل، وما يضمن عدم التعرض لهزات كروية على صعيد النتائج في المشاركات والبطولات الخارجية، على غرار ما حدث مع منتخبي الرجال والأولمبي، ولا نعتقد أن أي اتحاد قادم، أو لجنة تسيير أمور، سيتحملان مسؤولية النتائج في المباريات المتبقية في التصفيات القارية، ولن يكونا حاملين للتطلعات العريضة في التأهل التاريخي للمونديال القادم؟!
التغيير مطلوب وضروري لبناء كرة قدم على أسس وركائز متينة، وهذا يتطلب قبل أي شيء، انتهاج الفكر الاحترافي الحقيقي، بدلاً من العقلية التي تدور في فلكها كرتنا منذ عشرات السنين، ولم تفلح يوماً في تحقيق أي انجاز أو لقب، مدارسنا الكروية حبر على ورق، وأنديتنا تتنازعها الأهواء والخلافات، وملاعبنا يعتريها النقص بالنوعية والكيفية، ومسابقاتنا المحلية متردية في مستواها، واللاعبون المحترفون ليسوا أفضل بكثير من المحليين، والثقافة الكروية وهم، والفكر الاحترافي سراب، والمنتخبات صدى صوت الدوري، الذي ألصقوا به صفة الممتاز.
ما بين السطور- مازن أبو شملة