لن ننكسر، أو نهزم، هو قرار سوري ليس وليد اليوم ولا الساعة، هو الخيار الذي عشناه ونعرف أن الثمن غال ومرتفع جداً، اجتزنا الكثير منه، في ساحات المعارك ضد الإرهاب أنجزنا الكثير الكثير، ويشهد العالم كله ذلك، استطاع الشعب السوري أن يقلب المعادلة وأن يحقق النصر الذي نعرف أنه اليقين الذي نمضي إليه.
العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف مبيت عمال وموظفين مدنيين وسط العاصمة دمشق، ليس الأول، وربما لن يكون الأخير إذا استطاعت أدوات الإجرام فعل ذلك، ولايمكن لأي دولة في العالم أن تجتث الإرهاب بشكل نهائي، فالعقل الخبيث والقاتل المأجور يعمل بخطط كلما استنفد خطة انتقل إلى خطة ثانية، وثالثة ورابعة، ووسط ما تحققه سورية من إنجازات سياسية على المستوى العالمي وصرف الإنجاز العسكري في ساحات الدبلوماسة، وهذا ما ظهر واضحاً وجلياً في الفترة الأخيرة، مع عودة العالم إلى دمشق التي تصدت وحاربت وناضلت عن العالم كله، ومع الإنجاز الذي تحقق في الجنوب السوري من خلال المصالحة والتسويات، هذا كله أقضّ مضاجع أدوات العدوان ومشغليهم، الذين يعرفون أن قدرتهم على النيل من سورية، ليست إلا صفراً على أرض الواقع، فكانت هذه التفجيرات العدوانية التي تعني بكلّ بساطة أن العجز الذي وصلوا إليه أعادهم إلى الجنون الذي حقيقة لم يغادروه.
وكما هي حيوية الشعب السوري الذي اجتاز المحن وخبر التعامل معها، كانت العودة السريعة إلى نبض الحياة إلى قلب دمشق، وإلى المكان المستهدف مع الإصرار على أن من استطاع أن ينجز كل ما أنجزه، لايمكن أن ينكسر، ورسائل العجز التي نقرأ الكثير منها ستبقى بخانة العجز الفعلي، ثمة قطار سوري لا يتوقف، ونهاية المطاف محطته النصر النهائي.
أما أدوات الإرهاب الغادرة فلن تكون بمنأى عن العقاب، أينما كانت وكيفما كان الدعم الغربي لها، سورية تعرف كيف تبلسم جراحها، وتمضي إلى يقينها أن قوة الشعب لن تقهر.
كلمة الموقع – ديب علي حسن