في الوقت الذي بدأت فيه كثير من دول العالم تعود أدراجها نحو دمشق، يطل الإرهاب مجدداً ومن مستنقع الإخفاق والهزيمة محاولاً الإطاحة بالقواعد والمعادلات المرتسمة التي بدت أكثر تشبثاً وتجذراً في عمق الواقع، بعد أن ثبتتها دماء الشهداء وتضحيات وبطولات الجيش العربي السوري.
في التوقيت، تبدو أهداف وغايات قوى العدوان من تفجير الأمس واضحة، لاسيما وأن المشهد -المحلي والإقليمي والدولي – بات يرسم ويحدد عناوينه وأولوياته وفقاً لبوصلة الانتصارات السورية التي أعادت توجيه الدفة لكثير من الأطراف التي ما تزال شريكة بالإرهاب والخراب وسفك دماء الشعب السوري.
المصلحة الإسرائيلية، وبغياب القدرة على تحقيق الأهداف، تبدو حاضرة من أجل تفخيخ أو تفجير، أو على الأقل عرقلة طريق العودة نحو دمشق، وبالتوازي رفع وتيرة الضغط على الدولة السورية لانتزاع بعض التنازلات السياسية والميدانية.
مع كل تصعيد إرهابي، تؤكد منظومة الإرهاب أنها فقدت كل خياراتها وأوراقها على الأرض، وأنها أضحت تصارع طواحين الوهم والطموحات البالية التي بددتها عزيمة وإرادة السوريين في مواجهة كل الغزاة والمستعمرين والمتآمرين.
سياسة الهروب إلى الأمام التي تنتهجها منظومة الإرهاب، لاسيما الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، لم ولن تغير في واقع الفشل والهزيمة الذي بات يلفها من كل اتجاه، بل على العكس من ذلك تماماً، فإن هروبها إلى الأمام نحو التصعيد والتفجير سوف يراكم من إخفاقاتها وهزائمها.
عودة الإرهاب كانت متوقعة جداً لأنها تندرج تحت عنوان ردود الفعل الحاقدة على انتصارات السوريين، لذلك ليس مستغرباً أن تكون المرحلة القادمة متخمة بالتصعيد الأميركي والإسرائيلي والغربي على وجه العموم، بغية رفع وتيرة الضغط على الدولة السورية كنوع من الانتقام ورد الفعل على انتصارات دمشق واستدارة العالم نحوها.
نبض الحدث – فؤاد الوادي