ماذا فعلنا لوقف نزيف الكوادر البشرية المستمر منذ سنوات…؟
على خلاف المتوقع فإن حجم الأعداد المسافرة من السوريين اليوم ربما تماثل حجم الأعداد التي هاجرت منذ سنوات.. عندما استعرت الحرب وطالت مناطق شاسعة من الوطن وبالتالي فالدافع اليوم مختلف وإن تشابهت النتيجة في خسارة الثروة الأهم والأعز لسورية والمتمثلة في الإنسان نفسه…
يقال إنك إذا أردت أن تؤمن حاجة عام من الغذاء فازرع القمح أما إذا أردت تأمين حاجة عشر سنوات من الغذاء فازرع الشجر أما إذا أردت تأمين حاجة عشرات السنين فابن الإنسان…ومن هنا نستطيع أن ندرك حجم الخسارة التي تعرضنا لها ومدى الاستنزاف المستمر حتى اللحظة…
الآلاف من الشباب والكوادر التي نهديها لمختلف دول العالم والخسارة مستمرة دون اتخاذ أي إجراء لإيقافها بل على العكس فإن القرارات التي تتخذ ولها علاقة بالواقع المعيشي ربما تدفع باتجاه هذا الاستنزاف لتصبح الفاتورة أكبر والخسارة موجعة أكثر…
بالعودة للسؤال الذي طرحناه فالجواب.. أننا لم نفعل شيئاً إيجابياً وهنا سأتوقف عند مؤسسات الدولة التي لم تستطع أن تحافظ على كوادرها المدربة والمعول عليها في تفادي الآثار السلبية للحرب والحصار ومعول عليها أيضاً في إعادة الإعمار المنتظر والمطلع يدرك حجم الاستقالات في مختلف المؤسسات المقدمة والتي يوافق على جزء منها ويرفض الجزء الأكبر دون إتخاذ اي إجراء من شأنه أن يعزز الانتماء لدى من وصل لمرحلة الإحباط ربما.. إنما تمت الاستعاضة بإجراءات سطحية تضغط باتجاه الالتزام بمواعيد الدوام والبروتوكولات المعروفة دون الالتفات لتعزيز الانتماء للمؤسسة والحفاظ على من تبقى من الشرفاء والاعتماد عليهم…
على الملأ – باسل معلا