تمخض الجبل

أقل ما يمكن أن نصف فيه جل القرارات الصادرة عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك المتعلقة بتحدي أسعار العديد من المواد والسلع أنها ولم تبن عن دراسة واقعية للسوق وبعيدة كل البعد عن تكاليفها الحقيقة والأهم أنها لا تضع قدرة المواطن الشرائية في اعتبارها لا بل يكاد يكون خارج حساباتها.

وأكثر ما يحضر هنا القرار المعلن قبل أيام والذي حدد تسعيرة الألبان والأجبان من لبن بسعر 2200 ليرة وحليب 1800 ليرة ولبنة 7200 ليرة وجبنة 10 آلاف ليرة لتعود أمس وتوجه مديرياتها بتوقيف العمل به بسبب ارتفاعها غير المبرر وتوعز بالتدقيق وإعادة دراسة الكلف بشكل أدق.

صحيح أن البعض يقرأ هذا التراجع بإيجابية خاصة مع التبعات السلبية للاستمرار فيه إلا أن المشكلة الأكبر أن أسعار هذه المنتجات في السوق تجاوزت نشرة الوزارة كثيراً فسعر كيلو اللبن يباع 2200 ليرة والحليب بـ 2000 ليرة واللبنة بين 8 و 10 آلاف ليرة والجبنة المشللة بين 16 و20 ألف ليرة وربما يقل هذا السعر باختلاف المحل من سوق لآخر وسيكون هذا طبعاً على حساب النوعية.

وإن كانت الوزارة لا تعرف ما يحصل في الأسواق فهذه مصيبة وإن كانت تعرف ورقابتها غائبة عن المتابعة وتنظيم المخالفات فالمصيبة أكبر ويبدو أن مصيبتنا بعدم القدرة حتى الآن عن ضبط الأسواق وخاصة لجهة فرض نشرات الأسعار التي يضرب بها المنتجون والباعة عرض الحائط لذلك تبقى حبراً على ورق والتفاخر بنشر أعداد الضبوط الكثيرة لم ولن يكون معياراً للحد من حالة الفوضى السعرية الحاصلة بالسوق ولمختلف المواد والمنتجات والاحتكار البشع الممارس من المنتجين والتجار فما إن يتحدث القائمون على الوزارة عن نيتهم دراسة تكلفة مادة ما أو طرحها في مؤسسة السورية للتجارة كتدخل إيجابي حتى تختفي المادة من السوق ويرتفع سعرها لمستويات غير منطقية ونموذج الزيت النباتي صارخ هنا فبين ليلة وضحاها اختفت المادة وشمرت الوزارة عن سواعدها وساقت حملة إعلانية كبيرة عن توجهها لتأمين المادة بسعر منافس يكسر احتكار المنتجين والنتيجة حصة العائلة بالشهر عبوة زيت واحد ة للعائلة بسعر 7500 كانت كفيلة بشن حملة انتقاد واسعة للوزارة لم ينفع معها تدخل مدير عام السورية للتجارة إعلانه أن العبوة الواحدة ستصبح بعد شهر عبوتين.

ما يمكن أن يريح المواطن على صعيد تأمين مواده أقله بسعر مقبول يوصله للسلعة بطريقة لائقة دون تكبد أعباء إضافية قرارات واضحة دقيقة غير متسرعة لأن الناس لم تعد تطيق هذا التخبط.

الكنز -هناء ديب

آخر الأخبار
قلعة حلب .. ليلة موعودة تعيد الروح إلى مدينة التاريخ "سيريا بيلد”.  خطوة عملية من خطوات البناء والإعمار قلعة حلب تستعيد ألقها باحتفالية اليوم العالمي للسياحة 240 خريجة من معهد إعداد المدرسين  في حماة افتتاح معرض "بناء سوريا الدولي - سيريا بيلد” سوريا تعود بثقة إلى خارطة السياحة العالمية قاعة محاضرات لمستشفى الزهراء الوطني بحمص 208 ملايين دولار لإدلب، هل تكفي؟.. مدير علاقات الحملة يوضّح تطبيق سوري إلكتروني بمعايير عالمية لوزارة الخارجية السورية  "التربية والتعليم" تطلق النسخة المعدلة من المناهج الدراسية للعام 2025 – 2026 مشاركون في حملة "الوفاء لإدلب": التزام بالمسؤولية المجتمعية وأولوية لإعادة الإعمار معالم  أرواد الأثرية.. حلّة جديدة في يوم السياحة العالمي آلاف خطوط الهاتف في اللاذقية خارج الخدمة متابعة  أعمال تصنيع 5 آلاف مقعد مدرسي في درعا سوريا تشارك في يوم السياحة العالمي في ماليزيا مواطنون من درعا:  عضوية مجلس الشعب تكليف وليست تشريفاً  الخوف.. الحاجز الأكبر أمام الترشح لانتخابات مجلس الشعب  الاحتلال يواصل حرب الإبادة في غزة .. و"أطباء بلا حدود" تُعلِّق عملها في القطاع جمعية "التلاقي".. نموذج لتعزيز الحوار والانتماء الوطني   من طرطوس إلى إدلب.. رحلة وفاء سطّرتها جميلة خضر