نحتاج لبناء سورية جديدة متجددة، استراتيجية نعمل بها لتحقيق الأمل الذي نصبو إليه. سورية حضنها دافئ وذراعاها ممدودتان لجوارها، ما يثلج القلوب وينعش الأمل أن ما يجمعهما دم يُضخُ من قلب واحد، يسري في شرايين تخضعهما لمصير مشترك.
يعمل الخونة على تفكيك وإضعاف البلدين لبنان وسورية، خوفاً من ناتج زيادة الروابط لأن تعزيزها يؤدي لتحطيم ما يحاك لزعزعة الاستقرار فيهما، وخشية وأد الفوضى في المنطقة، ما يهدد مصالح المأجورين ومشغليهم، وينغص عيش كيان يحمونه يحتل فلسطين.
سورية بوابة الحلول ليس في الدول العربية فقط، لكن في المنطقة بأسرها.. مكانة سورية لا يمكن المساس بها، دعم سورية للبنان طوق النجاة لإخراجه من أزماته عبر التاريخ.. لبنان ضحية النهابين وصناع الأزمات لأنه بنظر أعداء الأمة النقطة الأضعف في المنطقة..
سمو سورية وتجاوزها الأخطاء، رغم الجسارات غير الأخلاقية من بعض اللبنانيين، رفعةٌ لها وترفعً وتنزه، فهي الأم التي اقتُطِع لبنان من خاصرتها، لذا نجدها تهبُّ لنجدته في الملمات، ولا تألو جهداً لمساعدته. كم من نجيع شهداء الجيش العربي السوري ضمَّخ تربها.
العلاقة السورية اللبنانية، لا تُنتهك ولا تُخترق يربطها الحبل السري، حيث لا يمكن للجنين نكران رحم أمه. التعاون السوري اللبناني (مهدَّةٌ تحطم المساومات والصفقات) التي سعى أعداؤهما لتعكير صفو حياتهما، ما جعل تحديهما يزيدهما قوة، في سد الذرائع والثغرات..
الاقتصاد سبيلٌ لتمتين العلاقات البينية، شعبياً ورسمياً. التمثيل الرسمي والاستقبال السوري مؤخراً يدحضان محاولات بعض اللبنانيين لزيادة الشرخ بينهما. ويجعلهم يقرون يقيناً بأهمية استقرار البلدين. مستقبل المنطقة مرهون بالموقف السوري إزاء القضايا المختلفة.
مصلحة الأمة تعتلي هرم الأولويات السورية، وحسن العلاقة مع الجوار، حيث هو رافعة تخدم قضايا الأمة بأسرها، الغزل اللبناني السوري لابد أن يعود حباً وعناقاً بين البلدين لتعزيز الروابط ضمن علاقة أسرية حقيقية. تأكيداً لأهمية الموقف السوري إزاء قضاياهما.
الوئام السوري يفتح أبواب عدم التبصر التي أعمت القلوب قبل العيون، مع أطراف الشقاق الكدر في لبنان، عندما وُضِعنا في ذات الخانة، فكيف لنا نكران ما بيننا، ظروف الأمة والمنطقة والقضايا العالمية كورونا وغيرها تفرض على الطرفين أن يكوّنا أطيب العلاقات.
الحبل السري المتين بين الوالدة والمولود، حالة استراتيجية للطرفين، التوازن في المنطقة ساحته المتينة علاقة حسن الجوار بين البلدين. الحب العذري بينهما يتسامى على التملق والنفاق. الوحدة الوطنية اللبنانية الجامعة هي سبيل لتعبيد الطريق؛ وردم الحفر المصطنعة.
لا تتحطم المشاريع المعادية إلا عندما تصطدم بموقع وموقف. ومكانة طبيعية يضع فيها البَلَدان ذواتهما. الشقاق والتباعد يشجعان العدو على ممارسة التقسيم والتفتيت وقلب مفاهيم المواطنين ليكونوا على النقيض. ففي شقاق الإخوة يسهل النيل من الضعيف بينهما.
إضاءات – شهناز صبحي فاكوش