الملحق الثقافي:رضوان قاسم:
هجرة
الكلُّ يرقبُ موتنا في كلّ هجره
لكنّهم لا يعلموا أن الفلسطينيَّ يولدُ ألفَ مرّه..
إنَّ الفلسطينيَّ رحمُهُ قد كان قَبره
مرجُ السّنابلِ لم يكن
لو لم تمتْ في الأرضِ بذره!!!
* **
جينات
شدَّ الصّغيرُ على يديْ
حينَ انتهيتُ من القصيدةِ قائلاً:
أتُرى نعودُ إلى المخيّم ؟
فأجبتهُ: لو كنتُ أعلمُ ما خرحتُ،
وما اقترفتُ الذّنبَ أعظمْ
ماكنتُ أمضيتُ الدروبَ مقامراً بالأمنياتِ،
أنا المتيّم..
لكنّني ما كنتُ أعلم أنها النّكباتُ في جيناتنا
ماكنتُ أعلمْ!
فاحلمْ صغيري بالرّجوعْ
واسكبْ قليلاً من دموعْ
للذّكرياتِ على الذي قد كان مَعْلَمْ
ماذا لدينا يا صغيري
غيرَ أن نبكي قليلاً ثمّ نحلُمْ !!!
* **
يقين
أرى ما أراهُ بهذا الصّباحِ النّزيلْ
أرى فتيةً يستعيدونَ شكلَ الحياةْ
أرى صاحبي ينتقي الذّكريات،
وينشرّها للنّهارِ بحبلِ الغسيلْ
أرى أصدقاءً لنا يرحلون
ويرتشفونَ انتظاراً طويلْ !!!
أرى حجراً في المخيّم
أجمل من وردةٍ في دروبِ الرّحيل !!
* **
عهدٌ
عهدٌ لنا
عهدٌ على طولِ الزّمنْ
لا لن نعمّرَ منزلاً
مالم يكن بيتاً لنا،
وعلى تُرابكَ يا وطنْ
* **
وجوب
لكي لا نموتَ قبيلَ الأوانْ
لكي لا نموتْ
لكيلا نكونَ كأوراقِ توتْ
وتستُرُ عوراتِ من خذلونا
لكي لا نسيرْ،
دون مصيرْ
ونقطنُ في اللا بيوتْ
علينا الرحيلُ بصمتٍ،
علينا السّكوت !!!
***
مشهدٌ
في خيالي:
مشهدٌ دوماً تكرّرْ
دميةُ الطّفلِ بلا رأسٍ أراها،
في رصيفٍ لم تزرهُ العينُ يوماً،
منذُ عامينِ وأكثرْ
من يُبالي؟!!!
في خيالي عازفٌ للأغنياتْ
بينَ ردمِ الطّرقاتْ
يمتطي اللّحنَ ويمضي في الليالي
كمْ تألّم !!
لا يبالي، ويُغنّي للمخيّم !!!
* **
طريقٌ
بلا قمرٍ نعبرُ الليلَ نحنُ
بلا نجمةٍ للصّباح تُشيرُ:
إلى أين يفضي الطّريقُ تُراهُ ؟
إلامَ إلامَ نظلُّ نسيرُ؟!!
سنشعلُ دمعَ العيونِ شموعاً،
ليُبصِرَ منّا الطريقَ ضريرُ
التاريخ: الثلاثاء23-11-2021
رقم العدد :1073