مازالت الدولة السورية مستمرة في جهودها لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم الأم حيث شهدنا مؤخراً انعقاد أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والذي شهد اهتماماً كبيراً على مستوى الدولة علماً أنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة..
الدولة تعاملت بمسؤولية خلال سنوات الحرب تجاه جميع مواطنيها حتى ممن أضاع البوصلة في وقت من الأوقات.. وهذا أمر بدا جلياً في ملفات عدة، في مقدمتها ملف المصالحات والذي ساهم في عودة مساحات شاسعة لحضن الدولة التي كانت تبادر فوراً ومن خلال مؤسساتها المختلفة لتأمين الخدمات للمناطق المحررة..
ملف عودة اللاجئين هام جداً وهو كما ذكرت يعنى باهتمام الدولة إلا أنه ثمة إشارات استفهام كثيرة حول الخطاب المطروح لإقناع مئات الآلاف من السوريين للعودة لحضن الوطن، حيث كان الخطاب الذي تداول في المؤتمر الأخيرعاطفياً تجاه هؤلاء ولا عيب في ذلك فالوطن هو المقصد والغاية، ولكن ثمة تساؤلات بدأت تطرح لدى السوريين مفادها هل يكفي الخطاب العاطفي وحده في إقناع هؤلاء بالعودة في ظل الظروف الراهنة الصعبة التي تواجه الدولة…؟.
بعض الطروحات والتي وإن كانت سلبية وربما الهدف منها الإحباط والاستسلام للواقع الراهن إلا أنها تلامس الحقيقة وربما تكون أقرب إلى الواقع، فكيف نستطيع أن نجذب بعض اللاجئين السوريين في الخارج ممن تعود على ظروف معيشية مريحة في بعض البلدان الأوروبية مثلاً للعودة في وقت يعاني فيه من هم على أرض الوطن من الصعوبات المعيشية التي أنهكتهم إلى حد كبير…؟.
من هنا نجد أنه من الضروري تغيير الخطاب الموجه للاجئين فلا بد أن يشعر هؤلاء أن لهم مصلحة حقيقية في العودة، مع العلم أن تعزيز ثقافة الانتماء هو أمر مطلوب ولكن مع العمل على تحسين مستوى المعيشة والخدمات المقدمة وذلك بتقديم الدعم والتشجيع والتسهيلات الحقيقية للاستثمار والإنتاج والتنمية بعيداً عن التنظير والواقع الافتراضي…
على الملأ – باسل معلا