الرئيس الأميركي جو بايدن قال بأنه سيجري نقاشاً طويلاً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ما يعني أن القمة الروسية الأميركية بنسختها الثانية تم إقرارها بين الجانبين بانتظار تحديد الموعد الزمني لانعقادها، ولا شك بأن لقاء القمة المنتظر بات ضرورة ملحة في ظل أجواء التصعيد التي تثيرها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون ضد روسيا، على أمل نزع فتيل الانفجار، الذي ستطول شظاياه بحال حدوثه الأمن العالمي برمته، ولكن هل سيتخلى بايدن عن أسلوب المراوغة والخداع، ويمتلك إرادة سياسية كافية لإعادة بناء العلاقات الدولية عبر دبلوماسية الحوار كما سبق وادعى خلال خطابه الأول بعد توليه سدة الحكم؟.
عقب لقاء القمة الأول بين الرئيسين بايدن وبوتين في حزيران الماضي بجنيف، تم إطلاق”الحوار الثنائي الشامل حول الاستقرار الاستراتيجي”، وزعم بايدن وقتها بأن أجندة إدارته ليست ضد روسيا، وبأنه يتطلع لعلاقات مستقرة بين واشنطن وموسكو، ليتضح اليوم أن الرئيس الأميركي كان يسعى آنذاك لتهدئة مؤقته تمنحه مساحة أوسع للمناورة، حيث إدارته لم تلتزم بما تم التوافق عليه، فمن يسعى لعلاقات مستقرة، لا يحشد أتباعه ويدفع لعسكرة الأوضاع في أوكرانيا والبحر الأسود، ويهدد بزعزعة أمن روسيا تحت حجج واهية لا أساس لها على أرض الواقع، فهل يتم إرساء الأمن والاستقرار بإرسال البوارج الحربية، واستبدال لغة الحوار والتفاهم بلغة التهديد والبلطجة الدولية؟.
التهديدات العسكرية الغربية ضد روسيا، لا تؤدي إلى حوار بناء، فروسيا ترفض مخاطبتها بلغة التهديد والوعيد، وأي محاولة أميركية لإقامة حوار معها من موقع القوة، محكوم عليها بالفشل، وهي لطالما أبدت استعدادها للتعاون مع الولايات المتحدة بروح الندية والإيجابية لحل الأزمات الدولية العاصفة بفعل سياسة الهيمنة والغطرسة الأميركية، وهي بمقدورها أن تنزل أصحاب الرؤوس الحامية في واشنطن من أعلى الشجرة، لتجنيبهم الوقوع في المزيد من مستنقعات الفشل، فهل يدرك بايدن قبيل خوضه أي نقاش مع الرئيس بوتين، بأن الاستمرار في المراهنة على منطق القوة الغاشمة، بدل قوة المنطق، هو خيار خاسر دوما؟.
نبض الحدث بقلم أمين التحريرناصر منذر