الثورة – ترجمة غادة سلامة:
بعد ما يقرب من سبعة عقود من انتهاء القتال في الحرب الكورية، قد تصدر كوريا الجنوبية أخيرًا إعلان سلام مع كوريا الشمالية، والدبلوماسيون منخرطون بشكل محموم في المحادثات، في محاولة لتسوية الشروط وكسب الدعم الدولي قبل أن يترك رئيس جمهورية كوريا الجنوبية مون جاي إن منصبه في غضون خمسة أشهر.
ولم يسبق حتى أن فكرت كوريا الجنوبية أبدًا بتوقيع اتفاقية هدنة في الحرب الكورية منذ عام 1953 ، حيث كان الرئيس آنذاك سينغمان ري يصر على العداء مع كوربا الشمالية . وفشلت جميع محاولات التوصل إلى اتفاق سلام رسمي في مؤتمر جنيف لعام 1954 و أسفرت أربع قمم بين الجنوب والشمال في العقود الثلاثة من القرن الحادي والعشرين عن بيانات واتفاقيات واهية كانت سبب فشلها كوريا الجنوبية، ولم يكن هناك أي شيء يلوح في الأفق ويقترب من تحقيق سلام دائم.
عندما التقى الرئيس الكوري الجنوبي السابق كيم داي جونغ والزعيم الكوري الشمالي السابق كيم جونغ إيل في عام 2000 ، لم يكن لدى كوريا الشمالية أسلحة نووية فاعلة.. الآن يقدر أن يكون لديهم ما بين ثلاثين وأربعين ويمكن أن يكون لديهم مائتان في خمس سنوات.
هل يستطيع مون أن يفعل ما فشل في فعله الكثير من قبله بتحقيق اتفاق هدنة؟ وجمعيهم أي رؤساء كوريا الجنوبية السابقين لم يكونوا يريدون سلاما مع كوريا الشمالية، لكن اليوم كوريا الشمالية هي دولة نووية ويحسب لها ألف حساب، لذلك سيتسابق مون وغيره لعقد اتفاق هدنة، فالحرب ليست من مصلحة كوريا الجنوبية التي كانت سابقا تريد إملاء رغباتها وميولها وتوجهاتها الأميركية على كوريا الشمالية وهذا ما رفضته كوريا الشمالية جملة وتفصيلا .
ويتبع مون سلسلة من الرؤساء، بدءًا بكيم داي جونغ، الذي شعر أن كوريا الشمالية مستعدة للتعاون رغم قوتها النووية من أجل عقد هدنة مع كوريا الجنوبية. والرئيس السابق روه مو هيون أيد كيم في الانتخابات الرئاسية عام 1997 ، وعمل لفترة وجيزة في منصب وزاري ، وتم ترشيحه من قبل الحزب الديمقراطي الكوري خلفًا لكيم. وقد شغل مون منصب مدير حملته الانتخابية، وتمسك به خلال إجراءات عزله، ودافع عن قضية تبرئته أمام المحكمة الدستورية ، وساعد في تخطيط قمة روه لعام 2007 بين الكوريتين.
وقع روه وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ إيل “إعلانًا بشأن النهوض بالعلاقات بين كوريا الجنوبية والشمالية والسلام والازدهار” بلغة مشابهة بشكل لافت للنظر لإعلاني 2018 و 2019 ، لكنه فشل في تحقيق هدفه المتمثل في إعلان سلام. ولم يكن روه على نفس الصفحة مع الولايات المتحدة. كان الموقف الأمريكي ، كما أوضحه جورج دبليو بوش في مؤتمر صحفي عقد خلال قمة أبيك ، “أن [الحرب الكورية] ستنتهي … ولكن عندما يتخلى كيم جونغ إيل عن برامج أسلحته”.
كان هذا الخلاف أحد القضايا الرئيسية في القمم بين دونالد ترامب و زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. حيث تطالب كوريا الشمالية برفع العقوبات أولاً ، بينما تطالب الولايات المتحدة بتخلي كوريا الشمالية عن السلاح النووي. ويميل المحافظون الكوريون في كوريا الجنوبية إلى تأييد الموقف الأمريكي .
وتم عرض هذا الانقسام بين التقدميين والمحافظين في كوريا الجنوبية حول فكرة الإعلان في مناظرة بين مستشاري السياسة الخارجية للمرشحين الرئيسيين في 30 نوفمبر تشرين ثاني الماضي من هذا العام. البروفيسور كيم سونغ هان، كلية الدراسات العليا بجامعة كوريا للدراسات الدولية، الذي ينصح المرشح المحافظ ، “من أجل إنهاء الحرب ، كرر الخطاب والتوجه الأميركي وطالب كوريا الشمالية بالتوقف عن تطوير أسلحتها النووية.”
علاوة على ذلك فإن الكثير من الكوريين الجنوبيين، يرون أن الحجة القائلة بأن إعلان الهدنة بين الكوريتين سيؤدي بالضرورة إلى انسحاب القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية غير مقنع، والدليل على ذلك بقاء القوات الأمريكية في اليابان حتى يومنا هذا.
بقلم: ميتشل بلات