الثورة – فؤاد مسعد:
اقترن اسمه في الذاكرة الجمعية بعدد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية، وخاصة في مسرحيتي (ضيعة تشرين) و (غربة) لمحمد الماغوط ودريد لحام ومسرحية (الفيل يا ملك الزمان) إخراج علاء الدين كوكش، وتأليف سعدالله ونوس، وفي التلفزيون دوره في مسلسل (حمام القيشاني) الذي ترك فيه بصمته المميزة، وقبله (زقاق المايلة)، و (بصمات على جدار الزمن)، إنه الفنان أسامة الروماني الذي يعود إلى الدراما السورية من بوابة عشارية (وثيقة شرف) إخراج باسم السلكا وتأليف عثمان جحا ومؤيد النابلسي، والتي تحمل تشويقها وحكايتها المختلفة ويؤدي فيها شخصية ممدوح.
حول خصوصية دوره، يقول: (هي شخصية كاتب يتعرف على فتاة لها قصتها، ويدخل العمل هنا بموضوع يرتبط بالرقيق الأبيض الأمر الذي يعتبره الكاتب قضيته فيسعى للقيام بعملية التوثيق ليفضح من يقف وراء هذا الأمر من خلال رواية يكتبها، ونتابع كيف يمكن نشر الرواية، وفي المقابل هناك من يحاول منع ظهورها إلى النور، وبالتالي على المستوى الشخصي للكاتب هناك هم خاص وعلى المستوى العام هناك هم الوقوف في وجه هذه الآفة ليكشفها أمام المسؤولين وينبه الفتيات عنها.
كما نتابع تقاطع محور هذا الخط الدرامي مع الخطوط الدرامية الأخرى في العمل المتعلقة بالأصدقاء الأربعة الذين كتبوا وثيقة عهد فيما بينهم).
بعد انتهاء تصوير العمل وجه الفنان أسامة الروماني تهنئة للكاتب عثمان جحا عن النص والشخصية التي كتبها الأمر الذي تلقفه الكاتب ورد له التهنئة بالمثل، ما يعكس علاقة فيها الكثير من الرقي والنبل تربط بين مختلف المشاركين في العمل، وبالوقت نفسه يفتح الباب أمام تساؤل عن أهمية هذه العلاقات خلال التصوير، فإلى أي مدى يمكن أن ينعكس ما يجري خلف الكاميرا على الشاشة؟.. سؤال يجيب عنه قائلاً: إن لم يُحبك من هم خلف الكاميرا وتحبهم فلن يستطيعوا أن يخدموك لتظهر بالصورة الأفضل، فالفريق الفني كله (مكياج وديكور واكسسوار وأزياء وإضاءة..) يُختصر بوجه الممثل الذي يظهر على الشاشة، ويتم تكثيف ذلك كله لينعكس من خلال الممثل بحيث يستقبل الجمهور خلاصة كل ما قدموه من جهد، فإن لم تكن علاقة الفنان جيدة معهم يكون هناك نقص وأمر ما غير مُكتمل.
وحول إنجاز أعمال درامية ضمن إطار الخماسيات والسباعيات والعشاريات يؤكد أنه خيار عصري ويعتبره توجهاً جيداً من كل النواحي، مشيراً إلى أن المنصات اليوم باتت تطلب هذه الأعمال لعدة أسباب، ففرص نجاحها أكبر وفي الوقت نفسه أوقفت الإطالات والمطمطة في مسلسلات الثلاثين حلقة وبات الكاتب حريص على قول كل ما يريده عبر حلقات محددة، كما إن الجهة المُنتجة أصبحت تستطيع تقديم عمل يحمل تأثير المسلسل الطويل وبتكاليف أقل أو أن تحوّل فائض السيولة لاستقطاب عدد أكبر من النجوم ليشاركوا حتى عبر مشاهد قليلة، الأمر الذي من الصعب توفره في المسلسل الطويل.
أما حول عودته إلى الدراما السورية، فيقول: دائماً كنت أقوم بالتمثيل والإخراج، ولكن بعد هذا العمر أصبح لدي معايير مختلفة للمشاركة في أي عمل، ففيما سبق كانت هناك فكرة الانتشار والرغبة بالظهور عبر أدوار متنوعة وإن لم تكن الخيارات صائبة دائماً، ولكن اليوم لم يعد من المقبول أن أجازف في المشاركة بأي عمل، وبالتالي عودتي لها معايير أحاول أن أحقق أكبر قدر ممكن منها، ويبقى ذلك كله مرهوناً بالخيارات المطروحة