تتمتع سورية بثروة حراجية هامة تمتد على مساحات واسعة من هضابنا و جبالنا .. و هنا من المفيد التذكير بأنها غابات غلب على أشجارها الطابع الحراجي الصرف !!. دون ان تبادر الجهات المعنية بوضع خطط وبرامج لتحويل قسم منها بعد إعادة تحريجه بسبب الاعتداء عليه بالقطع أو حتى بعد تعرضه للحرائق من حراجية فقط إلى حراجية مثمرة .. و ذلك من خلال اعتماد أصناف من الأشجار الحراجية المثمرة عوضا عن غير المثمرة.
و يبقى السؤال الذي طالما تكرر لماذا تتم عملية التحريج دون لحظ الجانب الاقتصادي في العملية.
و على سبيل المثال ما الضير في زراعة الصنوبر المثمر بدلا من الصنوبر غير المثمر .. لا سيما وأن شجرة الصنوبر هي ذاتها .. و الفارق أن المثمر منها يمكن أن يحقق دخلا يعود ريعه على تطوير جراحنا .
خصوصا إذا كان سعر الكيلو غرام من الصنوبر حاليا يفوق ١٠٠ الف ليرة .
مواقع كثيرة تم تحريجها بالصنوبر البري منذ عقود .. و مواقع كثيرة أخرى يمكن تحريجها بالصنوبر المثمر خاصة بعد أن طالت يد الإرهاب و الحرائق مواقع متعددة من الغابات و دمرتها حتى باتت بحاجة إلى إعادة التحريج من جديد و عليه اعتقد أنه من الضروري أن تكون خطط التنمية في هذه الظروف الصعبة تستهدف تحقيق الريعية الاقتصادية والاجتماعية كما تستهدف إعادة التحريج لتلك المواقع ..
إنها دعوة للافادة من كل شبر أرض من وطننا و جعل المواطن شريكا حقيقيا في الاستفادة من خيرات الغابات من خلال صيغ قانونية تؤدي الى خلق حالة من الصداقة بين المواطن القاطن في محيط حراجنا و غاباتنا و الشجرة .. بدلا من ان يكون مصدراً خطراً و يعتدي على الغابة و يقوم بكسر أرض حراجية هنا و حريق هناك ليزرع تلك الأرض بأشجار مثمرة.
أروقة محلية – نعمان برهوم