كأن الأيام تهاوت فجأة دفعة واحدة، أيام قليلة تفصلك… بين عام وآخر…وحينها يتبدل رقم وحيد وبعدها ينتهي الأمر وتعود إلى روتينك المعتاد..
ولكن قبل أن تلتحق بتلك الاعتيادية، سيمضي وقت قبل أن تستعيد ذاتك لأنك تحتاج قبلها إلى معالجة انقباضات قلبك المتكررة، وأن تجتهد لترثي صبرك المتورم، أو تعاند ذاكرتك الهرمة…
تريد المزيد من الوقت من أجل أي حياة…؟
تلك المتوهجة… التي تدرك بيقينك الحقيقي، أنك فعلا تميل لأن تجعلها سيرة سواء مضيت أو أقمت أو عدت إليها بين حين وآخر…تشعر فيها أن ما فعلته أكبر من أحلامك…
وما بين تلك الأفكار المهاجرة هي الأخرى…والواقع….ثمة انفصال لا تهنأ فيه، بل تشعر أنك تسقط من أعلى شجرة، أنك تختبئ في كوابيسك الرخوة، وتخاف أن يأتي وقت يسحق أحلامك، كورقة صفراء اهترأت ولا تحتاج سوى الى “دعسة” خفيفة بعدها تتحول الى رماد أصفر…
يا لقسوة..لم نتوقعها يوماً…وحسرة نعافرها، وأمل كلما اوشكنا أن نطير إليه، يترصدنا أحدهم ليقود جوقته الخاسرة، مصراً على ضمنا إليها، ناسيا كل الفرق التي تعزف نشيدا إبداعيا يساير زمنا مستقبليا، ان لم نؤسس له منذ الآن…سيأتي وقت تحاصرك الأطياف العاجزة…
حينها يبدو الزمن…منهكاً هو الآخر، لا بهجة ولا روح فيه، تتغير الأرقام، وأنت مجرد رقم تصطف إلى جانب بشر كلما حاولت تحريكم ..لا تشعر سوى بصدى .. يرتد إليك وكأنك قذفت وحدك في شرك جزيرة مهجورة…
زاوية رؤية – سعاد زاهر