كل من يرفع راية رفض هيمنة أميركا وتسلطها وسلوكها الإرهابي نصيبه من عدائها المعلن وتطويق إمكانات ثباته واستقراره بزنار إرهابي، قد يكون داعش أو القاعدة وتفريخاتها وفي مقدمتها النصرة، لا فرق في العرف الأميركي بالبدائل الإرهابية، طالما أن هذه الأدوات تؤدي أدوارها الإجرامية المنوطة بها، فالغايات الأميركية القذرة المتمثلة بتمدد نفوذها الاستعماري وتوسيع رقعة لصوصيتها ونهبها لمقدرات الشعوب وتكبيل إرادة الدول ومصادرة قراراتها السيادية، تبيح كل المحظورات الأخلاقية والإنسانية وتتيح التدخلات السافرة بمنأى عن المواثيق و بخرق صارخ للأعراف الدولية.
“ملهاة” الإرهاب وصفقات الدم والخراب لعبة واشنطن الأكثر رواجاً والأكثر ريعاً لقاطني البيت الأبيض والعنوان العريض لسياسات إداراتها كأسلوب معتمد للغزو الممنهج واستلاب استقرار الدول وتهديد بعضها الآخر بتفخيخ سبل صمودها وعرقلة دوران عجلة نهوضها وتعافيها.
فاستثمارها في لعبة البدائل الإرهابية واللعب على حبال ذرائع الوجود غير الشرعي لقوات احتلالها في سورية وإعادة عرض فانتازيا محاربة داعش وأداء دور الكاوبوي الهزلي في خضم المتغيرات الميدانية بات عقيماً وبلا طائل.
تتوهم أميركا أن إخراج داعش من جحور تخبئه بها سيطيل أمد احتلالها و أن المستحيل الميداني التي لطالما استماتت لقلب معادلاته قد يصبح ممكناً برفع وتيرة الاستهداف الإرهابي لبواسل جيشنا ورفع حرارة المشهد الميداني لدرجة الغليان، لكن يغيب عن بال حكامها أن ذخيرة إرهابهم هذه منتهية الصلاحية وأن زيادة الحطب الإرهابي لن ينضج طبختها الاستعمارية وأنها ستحزم حقائب إرهابها وترحل مرغمة عن المنطقة، وما عليها فقط إلا أن توسع عدسة الرؤية بعيون الحقيقة لتدرك أن رسائل المقاومة الشعبية التي تنهمر في قواعد إرهابها أشد حسماً و أبلغ بياناً من أوهامها.
حدث وتعليق-لميس عودة