الثورة – فاتن أحمد دعبول:
” اليوم وأكثر من أي وقت مضى، تبدو الحاجة ماسة إلى المسرح، ففي زمن التواصل” اللاإنساني” الذي فرضته التكنولوجيا، يغدو المسرح مكاناً للقاء الإنساني بامتياز، سواء من حيث التفاعل بين العاملين فيه، أو بينهم وبين الجمهور، أو بين الجمهور نفسه حين يخرج من الصالة مزدحماً بالأفكار والأسئلة، وهل أجمل من حرارة التواصل المباشر بين البشر، الذين جعلهم الله شعوباً وقبائل ليتعارفوا ويتحاوروا ويتناقشوا في كل ما يخص حياتهم المشتركة.. ” من رسالة اليوم العربي للمسرح للفنان اللبناني رفيق علي أحمد.
وللوقوف عند أهم الإنجازات والأعمال التي قدمت خلال العالم 2021 والتحديات التي اعترضت العاملين في المسرح، والطموحات المأمولة، كان اللقاء مع عماد جلول مدير المسارح والموسيقا فقال:
* حصاد تصاعدي..
تعددت أنشطة مديرية المسارح والموسيقا وتنوعت خلال العام 2021، فقد تم تقديم عروض مسرحية للأطفال عدد” 13″ بدمشق والمسارح القومية بالمحافظات، هذا إلى جانب إقامة ورشتي عمل للأطفال” خيال ظل وتصنيع دمى”، وفيما يخص الطفل أيضا أقيم مهرجان مسرح الطفل السنوي خلال العطلة الانتصافية، وشملت عروضه دمشق وأغلب المحافظات، بالإضافة إلى إقامة تظاهرة فرح الطفولة خلال عيدي الفطر والأضحى.
أما فيما يخص مسرح الكبار فقد بلغ عدد العروض 23 عرضاً مسرحياً، ويضاف إليها مشروع منح الشباب بعروض أربعة، ولم تأل المديرية جهداً في تقديم ورشات عمل إعداد ممثل بلغ عددها أربع ورشات.
أما المهرجانات المسرحية فبلغ عددها 11 مهرجاناً، وهناك العديد من الحفلات الفنية المتضمنة تظاهرة حدائق الفن، وعروض مسرحية راقصة كانت لها الكثير من الأصداء الإيجابية.
وأضاف مدير المسارح والموسيقا: أقامت المديرية احتفاليات عديدة أهمها احتفالية يوم المسرح العالمي 27/3 واحتفالية يوم وزارة الثقافة 23/11، هذا وبذلت جهوداً كبيرة في تنشيط المسرح الجوال، واستضافة عروض زائرة بين المحافظات بلغ عددها”11″ عرضاً.
أما المشاركات الخارجية فقد كان لنا فرصة المشاركة بمهرجان بغداد الدولي للمسرح من خلال مسرحية” سوبر ماركت، وبيت الشغف”.
وأضاف جلول: لا شك يتضح وعبر الأرقام والخط البياني للأعمال، أن هناك تصاعداً كماً ونوعاً قياساً للسنوات الماضية، ونلحظ ذلك من خلال استقطاب أسماء هامة للقيام بعروض مسرحية، إضافة لورشات العمل التدريبية، ونأمل أن يكون العام الحالي أكثر تميزاً إن كان لجهة الكم أو النوع، لنقدم للجمهور ما يليق به من الأعمال المتميزة.
* خطة طموحة..
ويساهم دعم وزارة الثقافة في تحقيق خطتنا الطموحة للعام القادم، وهذا الدعم يتجلى في زيادة أجور الفنانين، وقد بدأنا فعلاً في زيادتها بشكل تدريجي، وسيكون الأمر ملحوظاً هذا العام بشكل أكبر، ولكن رغم الدعم الكبير فما زالت مديرية المسارح والموسيقا بحاجة إلى كوادر، فهي تعاني من نقص في كوادرها الفنية والتقنية” مصممو الإضاءة والصوت، الماكياج والأزياء، ومنفذو الأعمال الفنية للديكورات المسرحية”، وهذا الأمر يشكل عائقاً كبيراً، نظراً لخصوصية العمل في المسرح.
وفي هذا العام سنكون على موعد مع يوم المسرح العربي، وستقوم مديرية المسارح والموسيقا بالاحتفال في هذا اليوم من خلال افتتاح عدة عروض مسرحية وفي محافظات عدة.
وضمن خطة المديرية هناك برامج لاستضافة عروض مسرحية عربية للاطلاع على تجارب الآخرين، وقد كان لنا مشاركات خارج القطر كان آخرها في الأردن وبغداد وتونس، ومن المسرحيات” بيت شغف” لهشام كفارنة، و” سوبر ماركت” لأيمن زيدان، ومسرحية المنديل” لبسام حميدي.
ونوَّه بدوره إلى أن هناك العديد من دعوات للمشاركة في المهرجانات والمحافل الدولية، ولكن المانع من المشاركة” مادي بحت”.
وبيَّن مدير المسارح والموسيقا أن الموعد قريب مع افتتاح مهرجان الطفل المسرحي في المحافظات كافة خلال العطلة الانتصافية لطلاب المدارس على مسرحي القباني والحمراء والعرائس ومسارح المراكز الثقافية.