الثورة – آنا عزيز الخضر:
للنص المسرحي المحلي حضوره على الساحة المسرحية بالرغم من أزمة المسرح ككل، وإن كان له مشكلاته العديدة، إﻻ أنه حاضر يتحدث عن هموم الناس في كلّ الأوقات والأزمات.. في زمن الحرب وفي زمن السلم..
حول هذا، وعن النص المسرحي، كان لنا لقاءات بدأناها مع الدكتور “عجاج سليم” الذي تحدث قائلاً:
“استطاع النص المسرحي السوري، أن يثبت تميزه كما المسرح السوري، في تاريخ المسرح العربي، الذي لم يتجاوز عمره مئة وخمسين عاماً، بدءاً من أول نصّ كتبه “أبو خليل القباني” إلى وقتنا الحالي، وقد ظهر عبر بيان “سعد الله ونوس” الذي تحدث فيه عن المسرح وأهميته، وعن أحلام المسرحيين في أن يكون ضرورة اجتماعية، وقد أدرك ذكاء “أبو خليل” استخدامه المسرح الغنائي، وأكد على ضرورة تغير الشكل المسرحي بعد هزيمة حزيران.. في تتبع تاريخ المسرح يتضّح جلياً أن النص المسرحي الأكثر نجاحاً، هو ذاك النص الذي يكون في حالة استيعاب وتفهم الجمهور..
مشكلات النص هو أن بعض الكتَّاب يرون بأنه الأهم.. لكن، يفترض أن المسرح عملية فنية متكاملة، يعطى فيها للجميع مساحته الإبداعية.
الممثل والمخرج والتقني، ويعطى المجال للابداع والمخيلة..
على النص أن يناقش قضايانا بالشكل المنطقي البعيد عن مجرد ابتزاز العواطف، وعليه أن يقدم الواقع بالشكل الصحيح، لأن المسرح ﻻيعكس الحياة فقط، بل هو الحياة ذاتها…
ﻻبد من القول بأن الكتابة للمسرح من أصعب انواع الكتابة، وتحتاج إلى التفرغ، الثقافة، الفلسفة، الرؤية الأعمق.. تحتاج أيضاً الى جهد كبير، وفي نفس الوقت المردود ضعيف جداً، ما ينعكس على النص حتماً، فلغة المسرح خاصه تحتاج الى ذكاء وموهبة وثقافة، خصوصاً أن المسرح يتطور كلّ يوم، ما يوجب الاطلاع عليه دوماً.. من هنا نقول إن النص المحلي بحاجة إلى دعم واسع، فالثقافة هي الحصن المنيع الضروري حضوره، لإعادة بناء الإنسان قبل كلّ شيء، وذلك صمام الأمان الذي نعتمد عليه..
عروض المسرح القومي قاربت واقع الحرب على سورية، وخاطبت عواطفنا وجمعت الأسرة السورية، لكن نحتاج إلى نصوص تعالج الواقع والحياة، كما نرغبها ونتمناها رائعة”..
اما الفنان “غسان الدبس”، فكان أن قال: “يجب أن تكون هناك معايير وضوابط في سياق العمل في عالم المسرح، بهدف التمسك بالمسرح وشروطه، بعيداً عن أي استسهال بأي عنصر من عناصر المسرح، وأوله النص المسرحي القريب من حياة الناس وأوجاعها.. من هنا فإن فتح باب المسابقات للنص، من شأنه التشجيع له، ويشكل دعماً له،
اما العروض المسرحية التي تابعناها، فوجدنا فيها مشكلات عاشها اﻻنسان السوري، وعالجها المسرح من زوايا مختلفة جميعها من واقعنا”..