نسائم الحرية

يتنسم أبناء الشعب السوري حريتهم في تفاصيل حياتهم البسيطة لأنهم الأحرار الذين لايساومون عليها.. وتاريخهم يشهد، عاشوها قرابة خمسة عقود متواصلة من الاستقرار الاجتماعي والنهوض الاقتصادي والتنامي الخدمي في البنى التحتية وكذا العمراني..

حياة آمنة سرقتها سنوات الحرب الغاشمة، تلك المفقودة في العقد الأخير من هزيع الزمن السوري حين انتهكت الحرمات، واغتصبت عذرية الأرض الطهور، لإيقاع سورية في كماشة الغزاة.. العاهرين في زمن الطهارة.. حيث توزعوا الأدوار الاستعمارية..

تركيا تطأ أرض الشمال السوري، وقسد شمالها الشرقي، والصهيوني الذي يحاول زيادة مستوطناته في جولاننا المحتل في الجنوب، والمغتصب الأميركي يسرب قواته من منافذ غير شرعية بين الفينة والأخرى حيث منابع النفط ليقيم حولها طوقاً أميركياً.

بنى قاعدة التنف أكبر قواعده الاحتلالية، في البادية السورية، يموضع فيها قواته الغازية تحت عنوان قوات التحالف المأمورة صهيونياً بقرار أميركي.. مسيطراً على المثلث لملتقى منافذ الحدود بين العراق والأردن مع الأرض السورية.. بحجة داعش..

الأهالي على طول الشريط الحدودي مع العراق، حين تتسرب قوات أميركية يواجهونها بالحجارة.. وحرق العلم الأميركي.. ما يضطرها للانسحاب والعودة من حيث أتت.. هم يخشون استفزاز الأهالي.. لأن عقابيل المواجهة لن تكون لصالحهم ويعلمون ذلك جيداً.

هذا مايثير ليس حفيظة (الغنامة) السوريين لمنعهم الرعي في أخصب المناطق من البادية بل الشعب السوري كله، ما أنعش المقاومة الوطنية العشائرية حيث الحمية العربية تلفظ أي غريب عن أرضها، فكيف بأميركي دمّر كل معاني الحياة المعنوية والمادية..

وقواتنا الباسلة طهرت بملاحمها معظم ما امتدت إليه أقدام المجاميع الإرهابية الموظفة أميركياً، ومن حالفها تركياً وأوروبياً ممن اعتاد في أزمنته على اغتصاب أرض الغير.. واضطهاد أصحابها الأصليين..

مواجهة القوات الأميركية ضرورة حياتية بالنسبة لأبناء سورية لأجل الاستقلال التام.. لكن كلما استشعرت أميركا حدس معركة قريبة؛ لابد تحسم لصالح الشعب السوري تحرك أدواتها التركية والقسدية.. لتشتيت واستنزاف القدرات العسكرية السورية..

محاولة كسب الوقت، واستطالة الزمن التي تعمل عليها قوات التحالف، للضغط على سورية في عنصر المواجهة السياسية، التي كلما اقتربت من طاولة حل الأزمة تتحرك أدواتها إما باستهداف مواقع مدنية أوعسكرية وإما بمحاولة تمدد لداخل الأرض السورية.

صبر السوريين له حدود فهم لايتقبلون انتهاك أرضهم..وكرامتهم.. رغم أنهم مازالوا يمنحون الفرص لتطهيرها بلا دماء لأن دماء أبنائهم غالية لكنها ترخص عندما لابد مما ليس منه بد.. فعندما تتفاقم صلافة العدو وصفاقته ينفلت عقال الصبر..

بنفاد الصبر يصبح لابد من تحرك الجيش العربي السوري، تسانده القوى الرديفة وأبناء العشائر والمقاومة الشعبية، فتكون الضربات قاسمة ظهر الإرهاب حين تتناثر أشلاء أفراده وبوقوع خسائر كبرى ولابد يخرج مدحوراً.

لذا هو يحاول التحصن بمسافات يُمْنع الاقتراب منها لحماية جنوده ناسياً أن يد المقاومة تصل حيث تشاء، ولن تحمي قواته الغازية، ملاجئه وجحور أوجدها لأجلهم.. فثأر العربي لعرضه وأرضه موجع حتى الثمالة.. لمن يتجرعه على أيدي أصحاب الحق..

ليس الزمن ببعيد في مشهد خروج إجباري للمارينز من لبنان بعد مقاومتهم، مثال حي للملمة أشلاء وجثامين القتلى الأميركان .. نتيجة لابد من ممارستها إن لم تنسحب القوات الأميركية بهدوء من الأرض السورية من دون مراوغة..

سورية لم تستهدف يوماً مايدعونه الأمن القومي الأميركي أو حتى التركي.. بالتالي هي حريصةٌ على أمنها الوطني.. والنهاية ستكون على نفسها جنت براقش.. لأن من عرف الحرية وعاشها.. لايمكنه التخلي عنها.. فنسائمها تحتل أرواحنا المرهقة منذ الخليقة..

إضاءات- شهناز صبحي فاكوش

 

 

 

 

آخر الأخبار
معسكرات تدريبية مجانية للنشر العلمي الخارجي بجامعة دمشق "كايزن".. نحو تحسين مستمر في بيئة العمل السورية نحو اقتصاد سوري جديد.. رؤية عملية للنهوض من بوابة الانفتاح والاستثمار بناء اقتصاد قوي يتطلب جهداً جم... اليابان تدرس.. ونائب أمريكي: يجب تعزيز التحالف مع سوريا استطلاع (الثورة) للشارع السوري في فرنسا حول رفع العقوبات مسابقة الخطلاء للشعر النبطي تخصص لسورية صيدلية مناوبة واحدة في مدينة طرطوس والنقابة توضح حذف الأصفار من العملة.. ضرورة أم مخاطرة؟! تأخر في استلام أسطوانة الغاز بدرعا مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية نقل مواقف الباصات لجسر الوزان .. بين الحل المروري والعبء الاقتصادي مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين قوافل حجاج بيت الله الحرام تبدأ الانطلاق من مطار دمشق الدولي إلى جدة مرسوم رئاسي حول الهيئة العامة للتخطيط والتعاون الدولي "السورية للمخابز": تخصيص منافذ بيع للنساء وكبار السن  د. حيدر لـ"الثورة": زيادة "النقد" مرتبط بدوران عجلة الاقتصاد  وفد صناعي أردني  و٢٥ شركة في معرض "بيلدكس" وتفاؤل بحركة التجارة نوافذ التفاؤل بأيدينا...    د .البيطار لـ"الثورة": الدولة ضمانة الجميع وبوابة النهوض بالمجتمع  "الاختلاف" ثقافة إيجابية.. لماذا يتحول إلى قطيعة وعداء؟ الأمم المتحدة تكرر رفضها لخطة المساعدات الإسرائيلية الأمريكية لغزة