الثورة – غصون سليمان :
تفرض بعض الظروف الطارئة وغيرها شروطها على الواقع الصحي بما ينعكس إيجابا أو سلبا على جميع المستويات مايتطلب وعيا مجتمعيا وثقافة أسرية تعزز قدرة المواجهة والمناعة لكثير من التحديات.
فمع مضي ما يقارب العامين على ظهور جائحة كورونا مازال هذا الوباء هو الشغل الشاغل لجميع دول العالم مستنفرا قدراتها وطواقمها الصحية .
وتعزيزا لدور طبيب الأسرة في بلدنا ، أقام المجلس العلمي لطب الأسرة في الهيئة السورية للتخصصات الطبية يوما علميا للأطباء المقيمين والاختصاصيين في مشفى دمشق” مدرج الباسل”يوم الأربعاء ١٩/١ بهدف مواكبة آخر التطورات العلمية فيما يتعلق بكوفيد ١٩ وقاية وعلاجا ومستجدات ،إلى جانب مايخص داء السكري .
*الحقيبة الوظيفية
الدكتور أسامة الماوردي رئيس المجلس العلمي لطب الأسرة أشار في هذا السياق إلى أهمية التعليم الطبي المستمر للاختصاصيين ورفع سوية المقيمين التعليمية من خلال النشاطات العلمية المقامة، موضحا بأن المجلس العلمي ومنذ حوالي ثلاث سنوات بدأ العمل على الحقيبة الوظيفية لطب الأسرة في سورية ،وفي حال اكتمالها وإنجازها بالشكل المطلوب فسيكون لها الأثر الكبير في تنظيم عمل طبيب الأسرة في عيادته بالنسبة له ولشركات التأمين الصحي ،والمراجع لطبيب الأسرة، بغية تعريف الناس بما يقدمه طبيب الأسرة من خدمات هامة ضمن عيادته.
وعن البعد الاجتماعي لتلك الأنشطة والفعاليات المقامة ذكر الدكتور الماوردي بأنٌ اللافت في الحضور أنه لم يقتصر على أطباء الأسرة فقط، وإنما أطباء من جميع الاختصاصات ،أطفال،عيون ،صدرية وغيرها.
وحول التركيز على كوفيد ١٩ في العديد من الأنشطة بين ان هذا الوباء هو مرض العصر اليوم وبحاجة لأن يكون لدى الجميع ثقافة المقاربة التشخيصية لهذا الوباء وكذلك ثقافة العلاج حتى نعطي لمرضانا إجراء آمنا دون ضرر بالمعالجة، سيما وأنه أصبح هناك فوضى في العلاج،وفوضى في استخدام الصادات ،فعلى كل طبيب وغير طبيب من شرائح مختلفة ان يعرفوا هذه المعلومات وهي معلومات عامة وليست تخصصية بالمجمل ،فنحن نستطيع معالجة مواطنينا بشكل آمن دون ضرر بحيث نسير إلى بر الأمان للتخلص من داء كوفيد .
*خط الاتصال الأول
رئيسة رابطة طب الأسرة الدكتورة سمر المؤذن رأت ان هذا الاختصاص مازال خجولا في مجتمعنا، والذي من المفروض أن يكون خط الاتصال الأول دائما بين المريض وطبيب الأسرة ،وهذا الأخير هو الذي يعرف المريض على النظام الصحي وخدماته مايوفر على المريض تشتته بين الاختصاصيين.
وذكرت الدكتورة المؤذن وحسب الدراسات العالمية أنهم وجدوا أن نظام طبيب الأسرة يخفف من الاستقصاءات المخبرية، كذلك يخفف اللجوء إلى الاستقصاءات الشعاعية والتي لا يكون لها لزوم أحيانا، وبالتالي فإن طبيب الأسرة يتابع بشكل مستمر الحالة الصحية للمريض ويقدم له الخدمات الوقائية والعلاجية والتنسيقية مع الاختصاصات الطبية الأخرى.
وعن دور الرابطة في نشر ثقافة طب الأسرة أشارت المؤذن لأهمية ورشات العمل والندوات والمؤتمرات والأيام العلمية والتي تلعب جميعها دورا في ايصال الأفكار والخدمات الصحية التي يحتاجها الجميع ،لافتة في هذا السياق الى ما فعلته الدول المتطورة مع تقدم الطب وكثرة الاختصاصات،ما أدى الى اختفاء صفة الطبيب الذي يطلق عليه اسم الممارس العام ،ماجعلها تعيد النظر بمهام طبيب الأسرة نظرا لضرورات وجوده في بنية المجتمع صحيا ونفسيا واقتصاديا .
يذكر أن رابطة طب الأسرة تأسست عام ٢٠٠٣،لكنها توقفت خلال سنوات الحرب العدوانية على سورية ،حيث يبلغ عدد الاختصاصيين في مجال طب الأسرة ما يقارب ال٢٠٠ طبيب.
له الأولوية
وفي لقاء آخر مع الدكتور ماهر قتلان الاختصاصي في الطب الوقائي قسم طب الأسرة والمجتمع نجد أن وجهة نظره تشير إلى وجود تآزر بينهما أي بين طب الأسرة والمجتمع بشكل كبير حيث الأهمية تكمن بتقديم الخدمات الصحية خاصة للفئات المجتمعية المختلفة ،فمن ناحية الجدوى الاقتصادية للموضوع الصحي من المفيد جدا التركيز على هذا الاختصاص ودعمه بحيث يكون له الأولوية كما هو حاصل في العديد من دول العالم .
ولفت الدكتور قتلان إلى خصوصية برامج التدريب مابين وزارتي التعليم العالي والصحة والهيئات المعنية الأخرى.إلاٌ أنٌ الإقبال مازال متواضعا في هذا الجانب ،متمنيا أن يتغير نحو الأفضل ،مع تسليط الضوء على هذا الاختصاص بشكل أوسع نظرا لأهميته وضروراته في تقديم الرعاية الصحية الأولية وضبط النفقات خاصة أثناء حدوث الجائحات،كما هو حال كوفيد ١٩،بحيث يتم تدبير وتشخيص الوباء بشكل مبكر قبل ان يتفاقم ،وعدم نسيان التأثير الايجابي للقاحات ،وتأثير الرعاية الصحية على ضبط الوباء ومنع تقدمه بدءا من المراحل الثانوية إلى الخطرة ،مايؤدي إلى توفير الكثير من التكاليف الصحية الباهظة في حال وصلت الذروة .