حسناً فعلت وزارة التربية بتمديد العطلة الانتصافية أسبوعاً إضافياً حرصاً على أبنائنا من مخاطر البرد القارص في ظل الظروف الجوية الباردة التي تتعرض لها سورية، لكن السؤال الذي يدفع بنفسه إلى السطح في سياق الحديث عن العطلة، هو هل استفاد أبناؤنا من تلك العطلة رغم قصر مدتها الزمنية على أكمل وجه؟، سواء من حيث الراحة الجسدية والنفسية، أو من حيث سد الثغرات للمقصرين في بعض المواد، خصوصاً لطلاب الشهادتين.
في الحقيقة، فإن الأقدر على الإجابة عن تلك الأسئلة، هم الأهل الذين وجدوا في العطلة متنفساً أكثر من أبنائهم بعد جهد وتعب ومتابعة لهم خلال فترة الامتحانات، غير أن هذا الأمر لا يجب أن يمنعهم عن متابعة واجبهم ومسؤوليتهم تجاههم، وهذا يكون بمساعدتهم على العودة التدريجية إلى أجواء المدرسة، ولعل تمديد العطلة أسبوعاً آخر سوف يشكل الفرصة المناسبة لسد الثغرات في بعض المواد، لاسيما المواد العلمية الصعبة كالفيزياء والرياضيات والكيمياء، وكذلك اللغتين الإنكليزية والفرنسية.
إن رمي الأبناء إلى أحضان الشارع، أو بين أنياب الموبايلات ومخاطر وسائل ” التواصل الاجتماعي” طيلة أيام العطلة، يخلق فجوة كبيرة بين العطلة والعودة إلى المدرسة، لما يعتري التلاميذ من حالات الفوضى وعدم الانتظام في مواعيد الدراسة والنوم والاستيقاظ، وهذا يرتبط بالساعة البيولوجية للتلميذ، لذلك يتوجب أن تكون كل تلك الأمور تحت إشراف ومتابعة الأهل، بعيداً عن الافراط والإهمال الشديد.
عين المجتمع- فردوس دياب