تطلّع السيد رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس في كلمته أمام مجلس الشعب في الأسبوع الماضي إلى ( العمل سوياً لأن يكون العام 2022 عام الانفراجات النسبية في القطاعات الخدمية والاقتصادية بفضل التعاون الوثيق والمشترك بين مؤسساتنا الوطنية ).
إلى هنا كان الحديث جيداً ومريحاً ويمكن الركون إليه، أما عندما استفاض في التفسير وقال :
( من خلال الاستمرار بجني ثمار جهود المؤسسات الوطنية التراكمية التي بذلت في الأشهر والسنوات الماضية ).. اختلف الحديث.
فأي ثمار هي هذه ونحن نعيش هذا القحط كلّه، لأن أشجار هذا الواقع لا تزال تبدو عارية تماماً، لا ثمار لها ولا حتى أوراق، لقد مرّت في خريف طويل ..وهي اليوم تواجه عواصف شتاء قارسٍ قاسٍ لا يعرف الدفء ولا الرحمة.
ليس من مصلحة أحد ولا حتى من مصلحة الحكومة تجاوز الواقع من دون حلول والقفز من فوقه، لأننا هكذا نتوه عنه، فتزداد الصعوبات، وتبتعد الانفراجات، وتتعقد الحلول أكثر، إذ نحسب أنفسنا في وضعٍ أنجزناه ونقطف ثماره، في حين بالكاد يُبشّرُ ببراعم زهور تلك الثمار التي قد تكون أو لا تكون، وهنا تحصل حالة تراكمية بالفعل، ولكن لا علاقة لها بثمار الجهود، لأنها تراكم للكثير من المنغصات والمشاكل المحسوبة في جداول الحل والإنجاز، فيما هي في حقيقة الأمر تزداد تعقيداتها عقداً، ولن تُحل هذه العقد بمجرد استسهالها، بل على العكس تماماً، كما تشخيص المرض، فبمقدار الاقتراب من التشخيص الواقعي ووصف العلاج الصحيح يكون الشفاء أقرب وأكثر رجحاناً.
صحيح أننا نتمسك بالأمل والتفاؤل ولا نتخلّى عن ذلك بتطلعاتنا، ولكن لا ينفع أن نرى اللا شيء وكأنه شيء جميل يسلب العقل، ولذلك فإننا نتفاءل فعلاً بأن يكون هذا العام عام الانفراجات النسبية في القطاعات الخدمية والاقتصادية ( هذا توصيف موضوعي ) أما الاستمرار بجني الثمار فيبقى من ضروب الخيال الذي يزيدنا تعباً وإرهاقاً .. لا أكثر.
على الملأ -علي محمود جديد