هل من متسع لكلّ القضايا التي دأبت السينما والمسرح والفن عموماً كما عرفناه ناقلاً للواقع بأسلوبه الجمالي بمعانيه المبتكرة القابلة لتأويلات لانهائية الأمر الذي أرخ فيما سبق لحالات إبداعية جذبتنا معها إلى زوايا لا تنسى.
اليوم بعد أن تغيّر وجه العالم كلّه، بعد أن ذابت كلّ الحلول التقليدية، وأصبحت تعتبر لدى أجيال كاملة إعاقة لم يعد يتذوق كلّ تلك النكهات التي لطالما غيرتنا.
نسق ثقافي ضمن تيارات لها امتدادات لانهائية تتجه نحو آفاق تسلوية، لا مهرب منها…معتنقوها يبررون أن طبيعة العصر، والتغيرات التكنولوجية التي طرأت تحتاج إلى روح أخرى، ولكن مشكلة هذه الروح الجديدة، أنها حتى الآن فارغة المعاني، تسوقنا نحو حالات استهلاكية لا ينجح سوى القليل ممن أصابتهم لوثة الفكر باعتناقها، ولكن لايهم فهي تزداد ازدهاراً..
وما بين الازدهار والأفول، ثمة تغيرات تحتاج إلى المزيد من الوقت حتى تثبت على رؤى محددة، أياً كان نوع هذه الرؤى ثقافية أو فنية بل وقد ينسحب الأمر على مجالات أخرى…
ولكن حتى ذلك الوقت، ألا نحتاج إلى الانسحاب من لعبة شدّ الحبل، حتى نتمكن مجدداً من تسجيل توقنا إلى عالم لطالما تكاتف الروائي إلى جانب السينمائي والمسرحي…لينتجوا أعمالاً، موسيقا كلماتها تتردد في أذهاننا طيلة الوقت..
الانسحاب التدريجي الذي نعيشه من مبدعين آثروا الانكفاء، بعد أن أصبح صوتهم مغيباً…
سيطرة سينما العنف والرعب..
غياب المسرح…
غياب الطرب ..
وصعود نجوم اليوتيوب…ومواقع التواصل…ليحاصرونا في موجة هائلة من التسطيح، سرعان ما يعتادها الذهن، والأخطر اعتيادها من قبل جيل كامل بات لا يرى سوى لمعان تلك الشاشات التي تحجب أشعة الشمس ليعتبر مرتادوها النور الوحيد…!
رؤية – سعاد زاهر