صحيح أن قرار مجلس الوزراء بتعطيل الجهات العامة أسبوعاً كاملاً نتيجة الظروف الجوية القاسية التي تمر بها البلاد ترك انطباعاً إيجابياً لدى الموظفين ولاسيما أنه ترافق مع تمديد وزارة التربية للعطلة الانتصافية أسبوعاً آخر لكنه بالمقابل أرخى بتداعياته الأخرى على صعيد الأسرة والمنزل في ظل معاناة كبيرة جداً من عدم توافر مازوت التدفئة وغياب شبه دائم للكهرباء.
الشعور الإيجابي والأثر الجيد لقرار العطلة بددته الظروف الأقتصادية وعدم وجود وسائل التدفئة والإنارة في المنازل حيث يجتمع الأهل والأبناء معاً في أجواء شتوية باردة جداً لا يمكن الاحساس بنكهتها وممارسة طقوسها وتحويلها إلى عطلة سياحية منزلية واجتماعية إن صح التعبير لكن غياب حرارة التدفئة ونور الكهرباء حال دون ذلك اكراهاً وتحولت إلى زيادة أعباء ومنغصات ومناكفات أسرية إلا فيما ندر أو توافرت لديه الوسائل التي ذكرناها آنفاً وملحقاتها الأخرى.
أستبشر الناس خيراً بطلب رئيس الحكومة توفير الطاقة الكهربائية المنزلية أكثر خلال فترة العطلة وتفائل الجميع بهذا الطلب والتوجيه رغم التخوف والشك من أن ذلك لم يتحقق لأسباب عديدة بل أن ساعات التقنين أزدات أكثر في معظم المحافظات والمناطق وما زاد الطين بلة وأثار الدهشة والاستغراب تصريح مدير شركة نقل وتوزيع الكهرباء قال فيه إن ساعات التقنين ستصبح موحدة في المحافظات بحيث تكون ساعة وصل و5 قطع باستثناء العاصمة ساعتان وصل وأربع قطع وهذا يناقض تماماً طلب رئيس الحكومة ويطرح الكثير من التساؤلات والحيرة والتعجب.
على أي حال قرار العطلة جاء في محله وأثلج صدور الناس ولاقى ارتياحاً عاماً وانطباعاً جيداً وإذا ما تم تنفيذ طلب رئيس مجلس الوزراء بتحسين الكهرباء وتوفرها إلى جانب الإسراع في توزيع الدفعة الثانية من مازوت التدفئة المدعوم والحر بحيث يكون خلال أيام العطلة فإنه من الممكن أن يقضي الناس عطلة شتوية غير شكل وإذا لم يتحقق ذلك نكون أيضاً أمام عطلة غير شكل لكن بالمعنى السلبي والمؤلم.
حديث الناس – هزاع عساف