بين مفهوم الواجب والمسؤولية المجتمعية تنتفض المقدرة السورية بكلّ تجلياتها المادية والمعنوية، رغم حجم الكوارث والويلات ومساحات الألم والوجع التي عصرت كلّ نفس وقلب، ولم تترك إلا بعض النوافذ القليلة علّها تنعش ماتبقى من حلم .
ليست نظرة تشاؤمية بقدر ماهي رؤية واضحة لعبور كلّ هذا الركام الذي خلفته حرب همجية خبيثة، فعلت فعلها في التدمير والخراب الممنهج ،لنجد أنفسنا كمجتمع ودولة أمام تحديات لاحدود لها .
لكننا وفي نفس الوقت ندرك أن لامستحيل في قاموس السوريين منذ وجدوا على هذه الأرض،
فأهمية وعظمة هذا الوطن الذي يمتلك كنوزاً مادية وبشرية تمنحنا أسارير السعادة، اذا ما قام كلّ منا بواجباته على أكمل وجه.
فالمسؤولية الأخلاقية، والأمانة المجتمعية، وإحساس المرء بالدور والمهمة التي يجب أن نقوم بها جميعاً، هي ركائز للنهوض والانطلاق في عملية البناء والإعمار والترميم النفسي والاجتماعي،
إنّ حاجتنا اليوم هي الإبداع والاختراع وايجاد الطرق والأساليب المناسبة للخروج من دوائر الضيق والتعب، وهذا ماتعمل عليه مؤسسات البلد وموارده وخبراته الوطنية .
في حوارات السقف المفتوح مع المسؤولين والمعنيين بالشأن العام من خلال وزاراتهم هناك مساحة واسعة للتفاؤل ..فالأمل الكبير في تخطي الكثير من الصعوبات ،وهناك من يعمل بإخلاص، ويبتكر الحلول، ويعالج المشكلات، ويبحث في ضوء الممكن على تقويم كلّ اعوجاج وتجاوز الخلل أينما وجد .
فما نملكه من مقومات صناعية وخدمية وتقنية ومقدرات طبيعية وزراعية هي كنوز ..حيث وصف وزير الزراعة بأنّ كلّ ماتنتجه سورية من محاصيل نباتية وحيوانية لا يشبه في مواصفاتها أي منتج آخر كالقمح والزيتون والحمضيات والقطن وغنم العواس وغيرها الكثير ،وهذا مايحتاج إلى التعاون والتعاضد والمساعدة من قبل جميع الأطراف أفراد ومؤسسات لحماية كنوزنا والحفاظ عليها.
عين المجتمع -غصون سليمان