البحث عن حروب لن يعيد لأميركا مكانتها

الرئيس الأمريكي جو بايدن حدد خلال مؤتمر بالفيديو مع زعماء دول الغرب والاتحاد الأوروبي والناتو، موعد “غزو” روسيا المزعوم لأوكرانيا في 16 شباط الجاري، وفق ما ذكرته صحيفة بوليتكو الأميركية، وهذا يصب في إطار حالة الهيستيريا العاصفة بأركان إدارة بايدن، الباحثة عن حرب بأي ثمن، على حد وصف المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، ما يثبت مجدداً أن واشنطن غير مكترثة على الإطلاق بأمن واستقرار أوكرانيا، ولا بالأمن الأوروبي على حد سواء.

المعطيات المضللة التي قدمها بايدن لزعماء الغرب، تتطابق إلى حد بعيد مع كذبة كولن باول في مجلس الأمن قبيل الغزو الأميركي للعراق، وهذه المعطيات أثارت الشكوك لدى الزعماء الغربيين أنفسهم حسب تأكيد الصحيفة الأميركية، ما يعني أن أكاذيب بايدن وأركان إدارته لم تعد تنطلي على أحد، حتى أن أحد المسؤولين الأوروبيين قال بأن الاتحاد الأوروبي لن “يبتلع” مثل هذه الأشياء، ما يشير إلى أن خلافات جوهرية بدأت تطفو على السطح بين أميركا وحلفائها الأوروبيين بشأن التصعيد الغربي الحاصل في أوكرانيا، ربما تكون أوروبا بدأت تدرك أخيراً مدى خطورة الاستمرار في انجرار حكوماتها وراء أميركا، وبأنها هي من ستدفع ثمن أي حماقة عسكرية قد تقدم عليها إدارة بايدن، حيث أمنها بات على المحك، تحسبا للرد الروسي، لاسيما في ظل الانتشار العسكري الأميركي الكبير على أراضيها.

بايدن وأركان إدارته، وضعوا أنفسهم في مأزق عسكري وسياسي كبير، حيث تفيد المعطيات بأن أي حرب قد تشعلها الولايات المتحدة، لن تكون في مصلحتها، أو مصلحة حلفائها الأوروبيين، والتحركات الدبلوماسية المكثفة التي تجريها بعض الدول الأوروبية ( فرنسا وبريطانيا وألمانيا) لاحتواء الأزمة، إنما تعكس المخاوف الأوروبية من الارتدادات الأمنية الخطيرة، في ظل إصرار روسيا على الدفاع المستميت عن خطوطها الحمراء التي رسمتها لـ”الناتو”، وتأكيدها عدم التراجع أمام التهديدات الغربية.

قد يقول البعض إن سياسة التصعيد العشوائي التي تنتهجها إدارة بايدن ضد روسيا، وعلى أكثر من جبهة دولية هي لإعلاء سقوف التفاوض لحل الأزمات الدولية، ولكن بالحقيقة إن هذا التصعيد هو لإغلاق أبواب الحوار والتفاهم، فهذه الإدارة كسابقاتها لن تتخلى طوعاً عن سياسة الهيمنة والبلطجة الدولية، ربما تجنح بشكل قسري نحو الدبلوماسية والحوار عندما تصطدم فعلياً بجدار توازنات القوة التي باتت تفرضها الدول الصاعدة على المسرح العالمي، وعندها فقط سيدرك بايدن أن سياسة الخداع والتضليل المترافقة مع نهج العربدة المستندة على فرط القوة الغاشمة، لن يكون لها مكان في النظام العالمي الجديد الذي يتولد ويتسارع نموه اليوم.

من نبض الحدث- ناصر منذر

آخر الأخبار
منحة النفط السعودية تشغل مصفاة بانياس لأكثر من شهر مذكرة تفاهم مع شركتين أميركيتين.. ملامح تحول في إنتاج الغاز انطلاقة جديدة لقطاع الطاقة.. شراكات عالمية قد تفتح الباب لزيادة قياسية في الإنتاج محطة ترحيل النفايات في بانياس تعمل بكامل طاقتها افتتاح 13 مدرسة مؤهلة في ريف إدلب.. خطوة لعودة الحياة التعليمية إلى مسارها زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن تغيّر المعادلة.. إسرائيل خارج ملف السويداء "حلب أم الجميع": الجالية السورية في تركيا تتعرف على مشاريع إعادة الإعمار ارتفاع الأسعار بلا رقابة.. الحكومة تتحرك لتصحيح المسار قوة الاقتصاد تبدأ من المنزل.. المشاريع الأسرية محرك جديد للتنمية انضمام سوريا للتحالف الدولي.. فرض معادلة جديدة ونهاية لذرائع "قسد" في ألمانيا.. محاكمة خمسة متهمين من سوريا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وزارة الداخلية السورية ترفع قيود السفر عن أكثر من 150 ألف شخص استثمار ميناء طرطوس فرصة لتطويره وبوابة ثقة لشركات إعادة الإعمار الأسواق المالية.. فرص متساوية وحوكمة شفافة لتعزيز ثقة المستثمرين مجلس الأمن يناقش الوضع السوري في جلستين مغلقة ومفتوحة تغذية مستمرة منذ 48 ساعة.. أضواء مدينة حلب لم تنطفئ جريدة (الثورة السورية) تلامس شغف الرياضيين بنسخة ورقية منتظرة من يملك الثقل الأكبر في انتخابات اتحاد الكرة ؟ أهلي حلب وحمص الفداء لنصف النهائي مدارس حلب بين الدمار ومحاولات التعافي.. أرقام تكشف حجم التحدي